السبت، 28 أغسطس 2010

بشر وعيشة............................................................................

بشر وعيشة..................................

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في مدينة النور يسير والظلام يغطي الزقاق الطويل المؤدي إلى غرفته في البناية التي يقطنها جيران كثر لا يعرف أغلبهم هناك في أخر الزقاق البناية ليس بها شرفات كالبنايات في بلده الأم ، مبنى يشع بردا ووحدة.يأتيه كل يوم قبل الفجر بقليل يرتمي على فراشه دون أرق ...............دون ذكريات

جاء إلى باريس منذ سبعة أعوام هاربا من الأرق والذكريات ، حالما بحياه خالية منها .....تلك الجميلة المحرمة.حينما اعترف لأمه بحبها أنتفضت صارخة شقت صدرها لطمت خدها .....ليدوم العويل عاما

عاما طويلا لا حديث إلا عن زواجه ، صور فتيات صغيرات كبيرات عانسات ليس عليه إلا أن يشير بأصبعه ليتم الزفاف فى أقرب وقت.

هكذا رأت الأسرة الحل والسبيل للخروج مما فيه

ضغوط من والد لا يملك أختيار طعامه ينصحه والدموع تملئ عينيه أرضخ ياولدي ولا تقاوم فيزداد عذابك لقد أطاح بك قلبك إلى قدر معلوم...................

أستسلم وتزوج تماما برغبة أمه........................................................

توالت الأيام والشهور ولم تحدث الألفة التي وعدته بها أمه قبل الزواج .لم يألف عروسه .....وجهها ولا صوتها هي امرأة ككل النساء صوتها الدائم الأرتفاع يصيبه دائما بالدهشة ، رائحة شعرها تغلق شهيته لشهوة دارت رحاها تطحن النفس والروح وقد تخطى عقده الثالث بسنوات عاما أخر يمر مدويا .....مهلكا .......لا فكاك......لا طلاق فى شريعتهم..........................................فلم يكن من طريق غير الهجرة.

ارتمى هنا عند صاحب الحانة الزرقاء توسل للعمل بعينين زائغتين لا ينويان على شئ لم يكن مألوفا لصاحب الحانة أن يأتيه عربي عيناه خاليتان من النوايا ، يأتيه الكثيرون يرضون بأحقر الأعمال ولكن فى عيونهم يرىما رأه فى صحراء سيناء!!!!!! فيرفضهم جميعا قَبِلَ به وأدخله الحانة ساقيا وبعد عام واحد أدخله بيته صديقا ......لم يلحظ في بيته غير صرة معلقة على شمعدان من الفضة سأله عما بها رد بأقتضاب إنها صرة تراب القدس أحضرتها معي نثرة من تراب لن يكون لنا يوما ولن أعود إليه يوما .

يتناولان الطعام أحيانا ويتبعانه بشراب أحيانا أخرى يبث كل واحد منهما همومه للأخر ليتركه ويعود إلى زقاقه المظلم وبيته الباردوفراشه العاري مرتميا بلا حراك ولا قدرة على اجترار الذكريات ، يتلصص أحيانا على أخبار حبيبته يعلم أنهم زوجوها لرجلا ثريا أشترط عليها ألا يرى وجهها غيره وتأتي إلى بيته لا تخرج منه إلا لقبرهاومنذ ذلك الحين لا يعلم عنها شيئاتنامى إلى علمه أن زوجته احترفت الأدب ، تكتب قصصا في عدة إصدارات ألكترونية واشترت سيارة صغيرة.لا يفكر كثيرا عندما يدخل من هذا الزقاق الضيق المظلم حتى عندما يصطدم صدفة بحارس البناية العراقي لا يتذكر أسمه ولا اسم أبنه الذي جاء به إلى باريس لكي يتمكن من علاجه بعدما أصابته اشعاعات القنابل الامريكية التي ألقيت على بلدته الفلوجة

من النادر أن يرن الهاتف المهشم القابع تحت سريره رن....قبل أن تظهر الشمس ربما لن تطلع لهذا اليوم شمس .خرج من سماعة الهاتف صوت دافئ قفزت منه رائحة اليود وصوت هدير الموج باكوس المزدحمة وطرق بهلول بالملعقة على ظهر الصينية ، كركرات الشيشة وابتسامات أبو علي ماسح الاحذية سعال عم فوزي المتحشرج المتسور في كلتا ذراعيه سلاسل الصلبان الخرزية التى تصنعها زوجته العجوز يبيعها لكل رواد القهوة غير عابئ أمسلم أم مسيحي

انتهت المكالمة ومازالت عيناه زائغتين لا تلويان على شئ .

انتهت

نهلة فراج

28/8


الأربعاء، 25 أغسطس 2010


عبوة ناسفة

.,........................................

اقترب صوته من بعيد مرققا طبقاته ، خالطا كلماته ببعض الأبتسامات المجلجلة .إنها الجارة الجديدة ذات القميص الوردي العاري الصدر والظهر تقف على بابها كل يوم في ذات الموعد تندي وجهها المخطط بفعل الزمن برذاذ نفاقه وإستعراض رجولته الفارغة يدخل من الباب خالعا الوجه الذي كان للتو خفيفا مهللا

يأمر ..................يأمر ...................ينهي ................يتذمر ....يُكذب ......يكفهر غضبا

تبحث بين ثنايا جلده ولحمه وملابسه عن الوجه الأخر .تحنو عليه ببعض الدعوات .......ببعض الصمت أحيانا تقترب لتهمس في أذنه ..........مابك...؟؟يرن هاتفه ........بسرعة البرق يخلع وجهه ليرتدي وجها عطوفا حنونا مع الدعاء بالشفاء ووعدا بالوصول قبل الموعد

يرتد بسرعة البرق بعد إنهائه للمكالمة ., أمراً بتحضير الحمام وقميصه الأخضر وسترته البرتقالية

بقعة صغيرة على قميصه الأصفريتحول إلى عبوة ناسفة تنثر شظاها أينما وجه وجهه يقول وهو مشتعلاً: ......................طبعا ...لن استطيع طردك فأنا فى ملك أبيك!!!!!!!!!!!!!!!!!أسمعي .............

لاحقته لتوقف الاحتراق واضعة كفها على فوهته

قائلة :ياسيدي ...........ياتاج راسي .............ياعامود بيتى ................ياقاطف زهرة عمري ............يانور عينى ...............غووووووووووووووووور .

نهلة فراج

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

في رحاب أمي


في رحاب أمي
..........................
...........................

في رحاب أمي

تُنكأ الجراح
أخلع معطف العمر
ويذرف القلب شكواه
في رحاب أمي
يحلو لي المقام بين ساقيها
يخلد رأسي فوق بطنها
أغمض عيني
أنام سنوات
أستريح من عناء أحمالي
تدغدغ شعري
تلفحني أنفاسها وهي تحكي حكاية كررتها مئات المرات
أعشقها كلما سردتها
كأنها لأول مرة تهاديني بها
في رحاب أمي
لا أمل التقوقع بوضعية الجنين
في رحاب أمي
رحابة الشاطئ بالشتاء
دفئ حضنها
دفئ السجود بالصلاه
في رحاب أمي
تطيل الدعاء
تبتهل لله بكل الصيغ
كي أبقى بين ساقيها
في رحاب أمي
رحابة السماء
..........................
..............................................
10/8/2010

انفصال ذاتي..................................................

انفصال ذاتي
..........................
.................
..........................
......................................








تلك البقعة المضيئة التى تقصدها دائما محاولة العبث فى قدرية اللحظة ، تنهمر منها الافكار غير جلية وعلى قدر محاولاتها المستميتة ....على قدر فشلها كل مرة

هاهي ترتدي ثيابها ، الجينز والقميص الابيض وتلك الحقيبة الحمراء المزينة بشال أزرق تزمها فى قبضتها المتوردة بدماء عبثية تقفز في أطرافها كلما أنتوت الخروج من هذه الشرنقة .
تبحث عن كومة المفاتيح ككل مرة ......تتحداها ذاكرتها متى أخر مرة رأتها ؟؟؟لم يفلح معها تعيين مكان لها
أخيرا وبعد جهد نثر عرقه على جبينها وألصق غرتها بحاجبيها وجدتها معلقة على باب البيت...

كلما مرت بسيارتها أمام جسم عاكس رأتها ........

هذا الوجه المصاحب لها أينما حلت لا تعرف طريقة للتخلص منه
وقفت في الاشارة لتنظر للخلف فلم تراها ، بل رأتها فى واجهة المحل المقابل لها ....
تجلس خلف المقود بوجه متجهم ممتلئ وشعر مبعثر يبدو عليها الشيب بشكل كبير
لم تك كذلك أخر مرة رأتها فيها .
أتجهت نحو الشارع الضيق الذي لا يكاد يتسع للمشاه كأنها تحاول اختبار مهارتها فى العبور واختلااق مسارات غير معبدة ولا مهيأة لها
ينظر إليها أحدهم والغيظ يختلط بحبات العرق ولمعة الشمس على وجهه المتعب فتلفظ بعبارات لم تفهم منها غير أنها غبية حمقاء لتدخل هذا الممر بالسيارة أرتبكت .......ولكنها لم تحاول التراجع وتجاهلت الاصوات من حولها حتى أفزعها صوت خبط على مقدمة السيارة
انتبهت له وهو يقوم من على كرسي صغير وبيده قطعة قماش ملطخة بالسواد مع يديه وملابسه الرثة الممزقة أغلبها ، النافر منها جسده الهزيل الأسود
ارتعبت وأرتعشت أطرافها خوفا من ان تكون أصابته .........
تبرق عينيه الحمراوين وهو متجها نحو نافذتها المفتوحة أمراً أياها ....أنزلي .......
تجمدت مكانها ولم تجد بداً من الفكاك من هذا الموقف غير الرضوخ له ......
نزلت ....ليركب هو وبكل ثقل قدميه أطلق السيارة نحو الخلف ليعود بها إلى الشارع العام الواسع فيصفها أمام محل الحلويات
سارت نحوه وهي لا تدري ماذا تفعل حتى وجدته متجها نحوها بعدما أغلق نوافذ السيارة وصفها بمحاذاة الرصيف
مد إليها يده بكومة المفاتيح قائلا...أتعلموا السواقة وبعدين راذوا الناس في أكل عيشها

أمتد بها الفزع ليقضي على خلايا ردود الأفعال لديها

وقفت أمام واجهة محل الحلويات بينها وبين سيارتها خطوة واحدة هى عرض الرصيف
زاغت عيناها لم تعد ترى شيئا محددا غير أزدحام شديد وأبواق السيارات تشوش على فزعها ويشعرها ببعض الطمأنينة أن أحدا لا يلحظها وهي على هذه الحالة
تستدير نحو واجهة المحل لتجدها أمامها ، دائما ترتدي نفس ثيابها حتى الحقيبة هي هي بنفس الالوان والشال الازرق ....
يعتريها بعض الغرور لأنها الأفضل دوما رشيقة وشعرها منسدل بعناية أما هي فممتلئة الجسد مهدلة النهدين حتى عيناها يحيط بهما هالات سوداء أنهما خاليتان من الحياه كأنها تبلغ من العمر مائة عام ،
قررت بكل عنادها هذه المرة سوف أسألها أقتربت أكثر من الزجاج فوجدتها هي الاخرى تقترب منها
تحدث نفسها ماهذه الوقاحة هي لا تخشانى وتسأل نفسها كيف لامرأة عجوز شمطاء ترتدي كما أرتدي ....لا يجوز لها أبدا أن تقلدنى وهى فى هذا السن
ثم ترفع صوتها محدثة أياها كيف لسيدة في مثل سنك تتبعنى وترتدي ما أرتديه .....
تلاحظ انها تحدثها فى نفس الوقت لكنها لا تسمع منها حرفا واحدا
يعلو صوتها وهي تلومها اعلم أني أنيقة وأنتقي ثيابي من أفخم الماركات لكن لا يجوز لمن يعجب بأحد أن يكون نسخة منه ويتبعه فى كل مكان
تلحظ بعد دقائق قليلة وقوف بعض المارة أحدهم يخبط كفيه ببعضهما قائلا لا حول ولاقوة الا بالله ويقول أخر الدنيا مليانة بلاوى اللهم احسن ختامنا
لتأتى من الخلف سيدة وقور ومعها طفلتها تقول لها ...مالك ياحاجة أنتى مستنية حد؟؟
ترد بذهول وهي غير مستوعبة مايحدث حولها .......لا
لتسألها مرة أخرى بيتك قريب من هنا ؟؟ممكن أوصلك ؟؟؟
فأشارت إلى سيارتها ، ترد السيدة الوقور دى عربيتك ؟؟أنتى هنا لوحدك؟؟
تحدث الابنة الصغيرة أمسكي بيد جدتك ........................
أصوات السيارات والناس أختلطت لديها بصوت بكاء ونحيب يصدر من داخلها .....
أخذ يعلو شيئا فشيئا حتى طغى على كل الأصوات من حولها .

أنتهت

9/8/2010

الأحد، 1 أغسطس 2010

رهان

رهان
..........................
.............................

رأته قادما من بعيد يحمل فوق كتفه حقيبة سوداء يرتدي نظارة تغطي جزءا صغيرا من وجهه الصبوح وباختراق نظره لم يكن لها وجود فنظرته كانت كالسهام تصيب من تصوب إليه مقلتيه

عبر من أمامها ولم يعيرها أي أنتباه كأنها لم تكن موجودة ، شعرت بحرارة شديدة تسري في رأسها ووجهها لتصيب جسدها بالكامل فهي الأنثى التى ..........................
........
أعتدلت وأغمضت عينيها برهة ..................
هي الأن تشحذ طاقتها لرد أعتبارها فما حدث لها الأن إهانة لانوثتها وتاريخها القديم .
عادت بظهرها إلى الخلف ..........رفعت ساق على الأخرى ، أخذت تداعب خصلات شعرها بأصابعها ، نظراتها هائمة لم تنظر لشئ بعينه..................
ووسط هذا الضباب من التفكير حتى أنجلى أمامها ........
سحب مقعدا كان بجوارها ليضعه على بعد رمشة جفن ، فتح حقيبته وأخرج حاسوبه الشخصي
عطره النافذ لم يتح لها فرصة الأبداع فى التخطيط ......
أصابها بدوار أزداد مع نفثه لدخان تبغه ليختلط عطره ودخانه وذمة شفتيه ونظراته المختلسة
يتحولوا جميعا إلى بارود حي يعلن .......................ممن
وع الأقتراب
أشتعل الشغف وأوقدت نار الرغبة فى المتمنع .............وجبل الجليد أمامها صلدا
لم يعد للمسافات قدر يقاس......................
................................................
همست إليه بكلمة أو ربما كلمتين ..........................
.........
فتح فاه مبتسماً إبتسام المنتصر !!!!!!!!!!!!!!!!!
لينظر تجاه الباب ويرفع يده بعلامة النصر لمجموعة من الرجال المتلصصون خلفه .......
لقد فاز بالرهان أخذاً بثأرهم جميعا .
..........................
..........................................................................
1/8/2010

السبت، 31 يوليو 2010

صور

..........................

.................................

من منا لم يتمنى يوما أمتلاك أله السفر عبر الزمن؟

وكم منا أراد أن يقبض بيديه على لحظة جميلة خوفا من هربها ومرورها دون أمل فى عودتها
حاولنا عبر ألة التصوير الأحتفاظ ببعض الذكريات للحظات ذات قيمة نجتمع فيها مع أحبابنا .
حاولنا أن نحتفظ بألبوم يجمع هذه الذكريات ومع مرور الزمن تزداد قيمة هذه الصور ونعتز كثيرا بأجترار هذه اللحظات فى وحدتنا أو غربتنا أو حتى شيخوختنا
هذه الألة ( الكاميرا ) مهما كان نوعها وصنعتها المتطورة لم تستطع حتى الان الأحتفاظ بمشاعرنا داخل كادر الصورة كما تحتفظ بألوان ملابسنا وملامحنا
هذه الألة التى صنعها العالم الفرنسي جوزيف نيسفور لم يدر بخلده يوما أنه سيحتفظ بالتاريخ لمجرد ضغط أصبعه على ذر التشغيل
يخلد اللحظة للأبد نشاهدها فتصحبنا مشاعر الحنين وأحيانا الحسرة وأحيانا البهجة لكنها أبدا لا تنقل لأحد لم يحيا هذه الذكريات مشاعرنا وقتها
يمكن لهذه الألة تسجيل ابتسامة ولمعة أسنان المبتسم لكنها لن تنقل لغيره بأى حال مشاعره هو أثناء التصوير
أتساءل دوما ألا توجد ألة توقف لحظة جميلة وتطرد لحظات الفشل والتعاسة ،
ألة ندخل بها فنظل مجتمعين سعداء بجمعنا الذي لابد له من أفتراق

مهما كان للصور من قيمة فستظل قيمتها لصاحبها فقط كمن يحتفظ بصورة والده وهو صبيا

هذه الصورة لا تتعدى بالنسبة للأبن غير صورة لوالده أما قيمتها لوالده فهى ذكريات الصبا والشباب
ذكريات لأيام عاشها سواء كانت سعيدة أم تعيسة
ترى لو امتلكنا هذه الألة أيكون لها قدر وقيمة الصور الفوتوغرافية القديمة ؟؟
أيكون للحظة السعيدة قيمة كبيرة ونحن نحتفظ بها دوما ؟؟
السعادة ولحظاتها الرائعة تزداد قيمتها كلما ندرت وتفرقت لذا الاحتفاظ بهذه اللحظات سيُفقدها قيمتها الألماسية

لكننا مع ذلك مازلنا نبحث عن السعادة وعن كيفية الأحتفاظ بها للأبد !!!!!

أنكون نبحث عن فقدان معنى السعادة دون أن ندري !!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
31/7/2010
دهشة
..........................

..............

في لحظة من لحظات الاندهاش راح يتحسس ملامح وجهه ويضغط بأصابعه على أنفه يشد ذقنه ويضمه إلى داخل رأسه

يدخل السبابة في فمه يبحث بين أسنانه وتحت لسانه............لم يقتنع ان أصبعه يتحسس جزءا منه لا يشعر بضغط على وجهه يدخل أصبعه فى عينيه يتحسس جفنيه يشد رموشه ...............ليتوقف فجأة................
ينظر إلى يديه فإذا بها خالية من الأصابع كتلة من اللحم الجاف
أعاد يديه إلى وجهه مازال لا يشعر ، تسرب الفزع إلى نفسه خاصة وأنه يشم رائحة عفن تزداد مع مرور الوقت ، بنظرة متوجسة جال بناظريه حوله
كان الظلام دامسا لم يميز المكان ، راح يتحسس حوله لتزداد دهشته ...........
كل ماحوله فراغ لم تعد يداه تتلمس شيئا والرائحة تزداد تكاد تجسم على صدره فتتلاحق أنفاسه ويضطرب أدراكه ، حاول جاهدا أن يوقف هذه اللحظة المرعبة لكن الوقت يمر وهو على حاله ............
ابتدع فكرة طرأت على رأسه كأنها هبة من السماء فى هذا الوقت العصيب
أنا على الشاطئ أسير على الرمال أشعرها تتخلل أصابعي مد وجزر الموج ينعشني
رائحة اليود تتسلل من أنفي لتسري فى دمائي
مازال العفن قويا ..............
الشاطئ ....الشاطئ .....البحر ......السماء
عطشان .........أشرب من البحر ......
لا أرتوي .........يقفز الفزع مرة أخرى
الشاطئ .....الموج ......السماء الزرقاء .........يزداد اضطراب أنفاسه والرائحة العفنه تستبدل رائحة اليود
لحظات اندهاشه تمر بطيئة ..........حتى سمع أصوات متداخلة .......
أنصت ..........صوت نحيب ........
رجال كثيرون الأغلب يردد لا إله إلا الله
ساد صمت مهيب ....................
يقول أحدهم بصوت خشن قوي.......أزيحوووووووه ........
ضعوا الاخر ............فك وثاقه .......أغلق الباب ........

ربنا يرحمنا ويرحمهم ..............


..........................
............................................................
أنتهت
29/7/2010 .....................................................

ثورة على الثورة


ثورة على الثورة


.........................................




بمناسبة حلول عيد الثورة اللى بيحتفل بيها المصريين من سنة 52 لحد دلوقتى جالي أفكار كدة غريبة شوية وقعدت
افكر هى الثورة دي قامت ليه وزي ما درسنا ماهي الاسباب التى أدت إلى الثورة ؟؟ لقيت ان احنا فى وضع أسوأ بكتير جدا من قبلها على ما أتذكر كانت الاسباب إن المصريين مش واخدين حقهم والاقطاعيين همة اللى مكوشين على خير البلد والفلاحين اللى همة كانوا اغلب المصريين شقيانين فى ارض لا يملكوها ومحرومين من الوظايف الكبيرة اللى كانت حكر على أولاد الباشوات والباكوات والفقر والجهل والمرض اللى كان متفشي بين الناس
والغني اللى معاه ابنه مايدخلش الجهادية والفقير الغلبان يدخل الجهادية ويروح لهنا وهناك ويموت فى الصحراء ويندفن فيها من غير حتى علم اهل
والتعليم لولاد الذوات الاغنياء وولاد الفقرا يخدموا فى الارض أو فى القصور الا من رحم ربي
وجت الثورة علشان تأمم وتنشر العدل والحق والعلم وتقضي على الجهل والاقطاعيين والفساد والظلم والمحسوبية
وبعد نظرة مش طويلة قوي لقيت ان حالنا دلوقتى مش محتاج ثورة ينظمها شوية ظباط
دة احنا محتاجين ثورة من السما تهبط علينا فى الارض تغسل نفوس الفقرا والاغنيا
الثورة لما قامت كان شعارها أرفع رأسك يا أخي
وبعد كام سنة تحول شعارها إن كان لك عند الكلب حاجة قوله ياسيدي
وإن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك
وانفتحت المعتقلات للى يتجرأ ويقول لأ
أتولدت اجيال جديدة تحت الشعار دة أستكانوا للفقر والمذلة ومتهيألي إن اللي يرضى بالذل فهو يستحقه .......
لذلك احنا فعلا نستحق ما يجرى لنا
كان زمان اللى بيحصل بيحصل من تحت لتحت لكن مع مرور الوقت أستقوى الفساد لما لقى الناس راضية وشعارها الجديد لقمة هنية تكفي مية
بقى همهم الكبير يستوظف فى الحكومة وان فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه
يشيل الجرنال تحت باطه ويفضل يقرا فيه طول النهار ويذل كل اللى له مصلحة وفى اخر اليوم يشيل البطيخة ويحط القلم فى جيبه ويروح للعيال يتغدى وينام ويقوم للقهوة والطاولة وهلم جرا
النفوس اللي رضيت تتمرغ فى تراب الوظيفة لما بعد كدة ما لقيتش وظيفة اتمرغوا فى تراب البطالة وبعدها تراب الفساد واقتنعوا أو اقنعوا نفسهم بان مد الايد فى جيب اللى معاه دة يبقى حلال وطلعت بقى الفهلوة وخفة الايد والحداقة وتحت بطانة التمريغ فى تراب الحاجة
واللى نفسه عزيزة شوية قعد فى بيته يولول على حاله ويندب حظه ويحسد اللى معاه
أنا بقول كدة مش بلوم على حد ولا بطلق أحكام دي مجرد فضفضة
هو احنا فعلا نستحق نكون شعب حر وواخدين حقوقنا
طيب ما نشوف الاول واجباتنا كام واحد بيراعي ربنا بينه وبين نفسه مش بينه وبين الناس
كام واحد بيدفع زكاته وبما اننا اغلبنا مسلمين فالاسلام قائم اصلا على فكرة الاطعام سورة الماعون إطعام الطعام ورعاية اليتيم وسمى المرائيين الكافرين اللى بيمنعوا الماعون الاكل يعنى
أيه اللى بننتظره من واحد جعان أيه اللى بننتظره من واحد لاقي ابن مين راكب عربية طولها كام متر وبيجيله الدلفري لحد البيت وهو وعياله عايشين مش لاقيين العيش الحاف
واحد زى دة بندفعه دفع يا أما لقتل عياله يا اما لسرقة أى حد وبلطجة بقى وفهلوة وسميها زى ما تسميها
أحنا فعلا نستحق نكون شعب حر وعايشين عيشة هنية ؟؟؟
طيب كام واحد عنده بطاقة انتخابية وكام واحد عارف دستور بلدنا بينص على ايه يعنى حقوقه وواجباته وكام واحد مستعد يساعد اللى ما عندوش الغلابة يعنى
كام واحد بيحب البلد دى ونفسه يعمل حاجة علشان يشوفها زى ماكانت زمان فى التاريخ اللى كل العالم بييجى يتفرج على حضارتنا لحد دلوقتى
أتذكر ما رجريت تاتشر مرة من زمان جت لمصر واول حاجة ذكرتها فى خطابها
أنا بحس بالضآلة لما بقول مصر
رئيسة وزراء بريطانيا لما بتتذكر تاريخنا بتحس أد أيه همة صغيرين !!!!!!!!!!!!!!!\
لكن دلوقتى احنا أزاى وهمة ازاى ..............ماعلينا
بس واللهي احنا نقدر نكون افضل مش انهاردة ولا بكرة لكن نحاول ونقوم بقة وننفض عننا السلبية وهي دى الثورة الحقيقية اللى احنا لازم نعملها مش مشكلتنا أبدا مين حيكون رئيسنا فى الفترة اللى جاية مهما كان رئيسنا مش هيمسك عصا سحرية ويغير البلد
البلد لازم تتغير بناسها وأهلها
يعنى الموظف اللى راتبه مش مكفيه يا اما يرشد استهلاكه ويعيش عيشة اهله يا اما يخرج من بيته ويشتغل وكل ما يشتغل ربنا حيرزقه والغنى اللى مش عارف يودى فلوسه فين يدي الفقير زكاة ماله علشان ربنا يباركله والطالب اللى عايز يدخل طب يذاكر ويسهر الليل علشان ساعتها كل واحد ياخد على أد مجهوده
بتكلم طبعا لما التغيير يكون صفة المجتمع والكل يراعي ربنا من أول الكبييييييييييير خالص لحد البواب والزبال
نصلح انفسنا أولا
الثورة الجديدة تقوم مابين كل واحد ونفسه بينه وبين نفسه يعلنها واضحة وصريحة ثورة على الغلط مش هكدب مش هنافق مش هزور مش هرضى بالسلبية
أى غلط هاشوفه هاعدله بأيدي وان ماكانش يبقى بلسانى وان ماكانش يبقى بقلبي ودة اضعف الايمان لكن احنا بأذن الله إيماننا قوي وحنقدر نغير مصيرنا وحكامنا
نحكم ضمايرنا فى الصغيرة والكبيرة ساعتها بس بلدنا هتتغير
مش بلبسنا الاسود ونبص للبحر كدة هنلاقى الحل أو كدة هتتحل مشاكلنا
الثورة على قناعتنا وتفكيرنا الثورة على موروثات توارثناها من الخضوع والرضا بكل اللى يجرالنا أحنا جوانا لازم نتغير ساعتها الفاسد هيتراجع أن ماكانش برضاه يبقى تحت سلطة المجتمع السليم ندي الفقير حقه اللى ربنا أمرنا بيه وبعدين نقطع ايده لما يسرق
ونحاسب الحرامى الكبير بتاع المرسيدس زى مانحاسب الولد الفقير اللى سرق باكوا شاي واتعذب لحد مامات
الثورة الجديدة اللى احنا محتاجينها فعلا
هى ثورة كل واحد على نفسه ووضعه وتفكيره وحياته ولما ينصلح الفرد هينصلح المجتمع وتنصلح البلد كلها باذن الله

يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارب
انتهى

حفيدة نملة سيدنا سليمان

حفيدة نملة سيدنا سليمان
...................................................








في يوم من أيام الله .........الحارة نوعا ما عزمت ألا أنجز شيئا من مهامى اليومية
سميه اعتصام ......أحتجاج ......ملل .....أي شئ تحت أي مسمى لكنى لن أقوم من مكاني
وقفت في شرفتى المطلة على البحر من بعيد أرقب البشر والسيارات وضوء الشمس المفترش لسطح الماء ، أحتلال قصري من المصطافين لرمال الشاطئ أراهم منكوشي الشعر مبللين غارقين فى الرمال حتى أنوفهم ، حافيين الاقدام يحملون أكياس بها ملابسهم الجافة وبعض الطعام ، يبحثون عن مدخل عمارة أي عمارة ليخلعوا عنهم ملابسهم المبللة ويتهيئوا للعودة ، فتبدأ الحرب بينهم وبين البوابين وبين كر وفر حتى مللت هذا المشهد الصيفي المعتاد،
فحولت نظري نحو الأبنية الحديثة التى أحاطت بنا مؤخرا فقد كان الشارع لا يوجد به أعلى من عمارتنا تسعة طوابق وهي كانت الاحدث بنيت فى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي كل ما حولها لا يتعدى خمسة طوابق كلها أو جلها نسف من فوق الارض وانتصبت مكانه عمارات شاهقة أقلها سبعة عشر طابقا وراح الطمع كالغول الطابق الذي كان قديما شقة واحدة بقدرة قادر أصبح ثلاثة شقق علب محشورة والفراندة الكبيرة أستبدلت بنوافذ تتدلى من مناشرها غسيل ينقط ويسيل ماؤه فوق بعض لتخرج الأصوات تلعن الغسيل وناشره وكلما حمى الوطيس بسبب غسلة هدئ ليحمي مرة أخرى لغسيل أخر
أختنقت من هذا المشهد الذي يشعرني بأختناق أغسطس ورطوبة الغسيل الذي لا يجف فحولت نظرى نحو السيارات المركونة على الجانبين سيارة تحاول الخروج واخرى تبحث عن مكان
وكل صاحب محل يضع أمامه حجارة كبيرة تعني أن المكان محجوز ليأتي من لا يرضى بما يرضى به العامة ينزل من سيارته ويحمل الحجارة ويطيح بها بعيدا
يخرج صاحب الحجارة وتنشب معركة غالبا مايفوز بها صاحب المحل فله العزوة والمكان وإذا أصر صاحب السيارة على ركن سيارته يعود بعد قليل ليجد إحدى
إطاراته فارغة أو تشكلت على جوانبها لوحة سريالية بمسمار مفترى يقدر ثمن تصليحها
يصيبنى الدوار ولا أستطيع الأستمرار واقفة لا أجد بداً من الجلوس لأضع رأسي فوق يدي وأتأمل سور الشرفة حتى أجدها تحمل طعاما فوق ظهرها يبلغ حجمه حجمها بأربع أو خمس مرات تحاول جاهدة الصعود إلى أعلى تمشي خطوتان وتقف ثم تمشي خطوتان وتقف لتقع على ظهرها فتدور حول نفسها ثم تقترب مرة أخرى من قطعة الخبز وتحملها فوق ظهرها وتحاول ثانية وثالثة ورابعة الصعود إلى أعلى حتى نجحت فى الوصول أخيرا إلى الثقب اعلى الجدار
لتحاول إدخالها إلا أنها كانت أكبر من الثقب
ظلت تحاول إدخالها حتى وقفت فوقها .......ليخرج بعد وقت قليل مجموعة من النمل يتجمعون حول قطعة الخبز أتأملهم كيف سيتصرفون في هذه المعضلة
وبعد دقائق معدودة وجدت كل نملة تحمل قطعة لتدخل إلى ثقب الجدار حتى دخلوا جميعا بطعامهم
هذه النملة حفيدة نملة سليمان عليه السلام الذي أوقف جيوشه حتى تدخل هي وقبيلتها إلى بيوتهم
هي فقط التى أستطاعت أن تنهي أعتصامي لأبدأ يومي من جديد................

.............كلام ...........................

كلام
_________________________________






فى مبنى المملكة أشهر مول فى الرياض بل فى المملكة السعودية ،
تدخل فتنسى إلى حين أنك بداخل مول على أرض سعودية
شباب غريبوا الوجوه ...الشعر أشعث طويل والملابس تبرق ، منها ماهو ضيق ومنها ما هو واسع مهرول يغرق الشاب بداخله والسراويل الواقعة أسفل لترى عن عمد ملابسهم الداخلية الزركشة
والاحذية الملونة بألوان لا أكاد أصدق أن من يرتديها ينتمي إلى الرجال ....
الاخضر الفسفورى والبرتقالى والاصفر .....الحواجب منتوفة والوجوه تلمع بالكريمات والرسغ يحفل بأساور من كل شكل ولون
يتمايلوا يضحكوا لا تفرغ أي يد من أحدث الموبايلات والأذان تخرج منها أسلاك الأجهزة المختفية فى جيوب الملابس لسماع أحدث الاغاني ...
الفتيات يرتدين العباءات فقط لأنها من الموروثات
العباءة مفتوحة لتظهر السراويل المطاطية الملتصقة على الاجساد
الأحذية ذات الكعوب العالية التى لا نراها إلا مع ملابس السهرة فى حفلات الأعراس والشعر مزين بخصلات خضراء وحمراء والوجوه تتغطى بمساحيق تكاد تخفى الملامح الحقيقية
العطور لا يستطيع إلا خبير معرفة نوع العطر فى هذا الزخم من الروائح الجميلة ..
كلما أقتربت مني احداهن بدون إرادة مني أستنشقت عطرها باستمتاع لاخمن أسمه..
أصبحت العباءة رمز للأناقة والأثارة ذكرتني بالملاءة اللف فى معشوقتى وموطني الاسكندرية عندما بدأت فى الاندثار حتى انحصرت في أحياء الاسكندرية القديمة كوم الدكة وبحري .....
فكانت تتميز فتيات الاسكندرية بالمشي على شاطئ البحر والملاءة تتزحلق عن الاكتاف العارية وتهفهف عن الخلخال الفضة والفساتين الستان والدانتيل اليدوي
كل هذا أصبح من تراثنا الذي نتذكره بشئ من الحنين مع لفحة من هوى بحري الذي لا يخلو من رائحة اليود والصيد والشباك الممتلئة نعمة
أظن أن العباءة فى طريقها إلى الملاءة اللف الاسكندرانى
وستذكر فى وقت ليس ببعيد بكثير من الحنين على تلك الايام التى لم يكن بمقدور أحد التمييز بين الأم وأبنتها ....

............................................................
30/6/2010

الأربعاء، 9 يونيو 2010

عزازيل أوكتافيا ....

عزازيل أوكتافيا

____________________________________


وصل الى الرق العاشر من رواية عزازيل وقد تمكنت منه الشخصيات والاحداث .
متوجسا يقرأ بضعة أسطر ثم يدور بعينيه فى الغرفة ليكمل قرائته حتى وصل إلى هبة أهل الكنيسة وتفرقهم فى الشوارع ليظهر أحدهم وهو يصيح ليجمع الناس على هيباتيا
تتعالى رجفاته ويتصبب عرقا حين ترتمي أوكتافيا على جسد أستاذة الأساتذة العالمة هيباتيا لتحميها من فلول الغاضبين المتوحشين لتقتل وهى تصيح منادية للأله سيراييس أمام عينى الراهب هيبا غارقة فى دمائها
يلقى الكتاب من يديه وهو يرتعد وتقف فى عينيه دمعة حجبت رؤيته لفضاء
الغرفة لينتفض من لمسة على كتفه الايسر
همس الكلام يشوش على سمعه حتى يهدئ من نفسه محملقا بعينيه ليتبين مايحدث
حوله ،يدخل رقبته بين كتفيه خافضا رأسه ليلمس ذقنه شعر صدره زاما شفتيه نافخا أنفه ماذا بك ؟؟ !!!! هى قصة .....كلمات على الورق كيف بك لو رأيتها بأم عينك؟
يقف شعر رأسه ويقشعر بدنه ويصبح كالقنفد
من ؟؟؟؟ من يحدثنى ؟؟؟
أنا عزازيل !!!!!ألا تعرفنى ؟؟؟
أنا الذى لولاى ما قرأت ولا عرفت ما تعرف
يبدأ استيعاب الأمر شيئا فشيئا حتى يهدأ تماما تماما........
ليعود فيمسك بالرواية بكلتا يديه لينظر من حوله مرة أخرى
متحدثا ل.....ألا أراك ....؟؟؟؟أأسمعك فقط ؟؟؟؟ كيف أتحدث إليك ولا أراك؟؟
أكنت وهيبا تتحدثان دون أن يراك ؟؟؟؟.........بعد لحظات ............
هذا الراهب المحظوظ قضى مع أوكتافيا ثلاثة أيام فى الجنة تنعم بما لم يتنعم به راهب فى حياته
لكن أكنت أنت من أحضر إليه هذه الهدية ؟؟؟؟؟
أأنت من أشعل الشهوة فى جسد الراهب ؟؟؟؟
ينتبه ...........ليجد نفسه يتحدث من دون ان يرد عليه أحد فيعلو صوته
أين أنت ألا ترد علي ؟؟؟؟
يرد من خلفه بنفس الهمس أمراً أياه أقرأ ...أقرأ وانت تعلم بقية الحكاية
يفتح الكتاب بعصبية المأمور ليكمل مشهد سحل هيباتيا فى شوارع الاسكندرية التى شرح بلاطها جسدها الجميل حتى أدماه كليا ....
يقرأ الكلمات حين مدت يدها لتكاد تلمس أصابع الراهب هيبا تتوسله المساعدة
ليجرها جموع الناس بعيدة عنه وهو ينظر إليها لا يستطيع فعل شئ.....
يتعرق ثانية وينتفض ليضع يده اليسرى على عينيه .....كيف لمدينة النور فعل هكذا بعالمة ؟؟؟كيف للرجال ....؟؟؟؟ أه أه تكاد رأسي تنفجر......
لا أحب هذه الاسطر .......لكم أستمتعت بأسطر أوكتافيا فى قصر العجوز.....
لكم أحببت شقاوتها وخفتها لكم عشقت قميصها الابيض والأزرق لكم أشتقت للمفرش الذي تفرشه على أرضية الغرفة وتضع عليه أصناف الطعام الشهي لكم أحببت أشتهائها وثوراتها
ليهمس بصوته الخافت أقرأ ....أقرأ لتعلم بقية الحكاية
ماذا بك ؟؟؟ إليك عنى ......
كنت هناك تأمره بالكتابة والان أنت هنا تأمرنى بالقراءة !!!!
كم تمنيت أنثى مثل أوكتافيا تدللنى وتحملنى من بين همومي أنثى لها جمال أوكتافيا وجرأتها أنثى تخرج الرجل الحبيس بداخلى أنثى لها قصر يطل على البحر حتى لو كانت خادمة فيه انثى تراودنى فأنصاع ....
على درجات السلم أو فى قبو مظلم أو فى كهف رطب
يالهذا الاحمق الذى صرح لها بأمره.....لو كنت مكانه لمسحت عقلى لأدرك ما تدركه هي وأقول ما تحب سماعه هي وأعبد ماتعبد هي
هامسا ...أكمل مابدأت وأقرأ ...اقرأ لتعلم بقية الحكاية
يمسك الرواية وهو يتنهد متحسرا على حاله فى هذه الغرفة الضيقة العفنة وسط هذا الضجيج الذي لا يهدأ والكتب التى تكاد تقبض على أنفاسه
خرج الراهب هيبا من باب غير الذى دخل منه ثلاث سنوات عاشها فى الاسكندرية
يقرأ ويقرأ ليعلم انه غير أسمه ليطلق على نفسه لقب هيبا وهو نصف أسم هيباتيا من فرط حبه لها وانبهاره بعلمها وجمالها ونهايتها الشنعاء
يضحك قليلا منه حين رآها أول مرة وتمنى لو أنها اتخذته إبنا لها أو أخا أصغر أو حتى أحبته أه لو كانت أحبته هذه العالمة لكانت تغيرت حياته كليا ......
يتوقف عن القراءة ويسرح بخياله متذكرا إحدى أمسيات الصيف الماضي عندما اجتمع عدد من أصدقائه فى شقة مفروشة بالاسكندرية لقضاء يومين قرب البحر
هذه المدينة الساحرة ورائحة بحرها وأضوائها ونسائها وسمكها ..........
بعد بزوغ الفجر بدقائق كان جالسا ينفث سيجارته فى شرفة تمتلئ بأجساد النيام من أصدقائه هربا من حر الداخل وسخونة الاسرة
حتى أرعبه منظرا لحوريات يخرجن من الماء أربعة فتيات يتسابقن على الشاطئ تتلألأ أعينهن وترن ضحكاتهن
يسرقن سويعات من الليل ليسبحن بعيدا عن أعين المتطفلين .....
أنهن خرجن لي كما خرجت أنت ........يرد هامسا أنا لا أخرج لك أنا منك وفيك ......ألن تقرأ ....؟؟؟ قم وأقرأ ...اقرأ حتى تعلم بقية الحكاية
يعاود الامساك بالرواية ولايدرى أسحر الاسكندرية هو ما أصابه أم سيرة أوكتافيا أم ذكرياته مع الحوريات الاربع التى سكنت فى اذنيه ضحكاتهن حتى كاد ان يسمعهن الان ......انهن نساء الاسكندرية أعلم مالهن من سحر لقد تذكرت كيف انى حدثت اصدقائي عن كيفية البحث عن عمل والاقامة هناك
أتكون الجنة ؟؟؟!!!
محدثا أياه بصوت خافت يرد عليه قائلا
أقرأ ....اقرأ ....حتى تعلم بقية الحكاية
يفتح الرواية وينغمس فى قرائتها حتى يسمع طرق الباب ليقوم ويفتح
فإذا بها هى بثوبها الابيض وسلتها الممتلئة بالطعام...
أنتهت________________

الاثنين، 31 مايو 2010

طنين



طنين


تستيقظ فجرا تصلي ثم تسرع لتحضير الفطور والساندوتشات على ضوء خافت وخطى حثيثة لئلا توقظه او تقلق نومه .............
توقظ الابناء بكل هدوء تغسل لهذا وجهه ......تغير لتلك ملابسها .....تمشط شعر الصغيرة
تغلق عليهم باب الغرفة تطعمهم وهى ترتب الأسرة وتمسح المرآة وتعلق الثياب
حتى تسمع صوت حافلة المدرسة عند الباب ......تحمل الصغيرة وتساعد الأخرين
في حمل حقائبهم وتحمل حقيبتها وهمومها وتسرع نحو الباب فى هدوء وهمس الصغار....تغلق خلفها باب البيت....
تعود من عملها ومعها الصغيرة وبقية الأبناء ....................
تدخل مسرعة إلى المطبخ لتعد الغداء وهى تنظف الغرف وتشغل غسالة الملابس
ليأتى فيجد البيت واحة .............بيت نظيف .....زوجة نشيطة دائمة الأبتسام
أبناء هادئين لا يعرفون الطلبات .......ليأكل وينام ......تغلق عليه الباب....
لتستذكر للكبار دروسهم ........وفي هدوء تام تنام الصغيرة فى حجر أمها وهى تشرح للكبير دروسه........
يستيقظ ليجد كوب العصير البارد بجواره وزوجة نشيطة نظيفة تدور حوله كالنحلة المعطاء لا تكل ولا تمل ..........
متجهما يرتدى ملابسه متأنقا ناثرا على ملابسه زجاجة عطر اهدته أياها زوجته فى ذكرى مولده الاخير
متجها نحو الباب ليغلقه خلفه .........يسارع الخطى لمن تغرد فى أذنيه ..........
لقد مل طنين النحلة ......
31 / 5 / 2010

غرور



غرور

وقفت تنظر فى المرآه ..........تتأمل مقاطع وجهها عابسة ..
تتلمس منحدرات جسدها فتزداد عبوسا......
أحبت رجلا لو أشار لأجمل الفتيات لطارت إليه
اليوم ستراه في حفل الجمعية أنه المسؤل عن التنظيم
كيف ستذهب بهذه الهيئة .....أنفها ......شعرها .......اللحم النافذ من انحاء جسدها
بعد تفكير لم يطل كثيرا قررت الذهاب إلى المصفف ومن هناك تستعير فستانا
يليق بحفل مسائي ...................
ذهبت إلى المصفف وخرجت من عنده فتاة أخرى ..............................
ما إن دخلت من الباب حتى أستدار الجميع إليها يرمي كلٌٌ بكلمة .........
غازلها الكبير والصغير من يعرفها ومن لا يعرفها ....................
حتى أتى رجلها المنتظر ......ابتسم ........وما إن هم برفع يده لتحيتها .......
أشاحت بوجهها..............
30/5 / 2010

وفاء


وفاء
__________________________-

يعيش وحيدا بعد سفر زوجته وابنائه لا يملأ فراغه إلا الكمبيوتر والتليفزيون.....
صدفة يجد ورقة مدون عليها البريد الألكترونى لإحداهن ....يضيفه إلى خانة الأصدقاء الفارغة .....
صدفة يفتح يوما ليجدها موجودة .....يحدثها .......دون ان يعرفها ولا تعرفه
يطول الحديث ......يستأنس لحديثها .....يتبادلا أرقام هاتفيهما .........
يحدثها ....يغرم بصوتها الغض .........يعيش قصة حب خيالية ........
طالت القصة ومرت الأيام .......تعود الزوجة لتجد صبيا يرتدى الالوان الربيعية
.......يتفوه بكلمات لم تسمعها من قبل ........صد وبرود ......هجران وصمت ...
صدفة تجد الورقة المدون عليها البريد الألكترونى..........يرى الورقة فى يدها فيرتعد ويتصنع الجهل .....سائلا أياها .......لمن هذا الأميل ......؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
فترد بكل هدوء هذا إميل إبنة صديقتى التى أرضعتها مع صغرى بناتي
إنها ابنتنا فى الرضاعة .............. وفاء .
31 / 5 / 2010

الخميس، 27 مايو 2010



غاز

...........................................






في طابور طويل بطول الشارع يصطف البشر وبجوار كل واحد منهم
أنبوبة غاز فارغة
تتعالى الاصوات .............
يتبادل المصطفون القصص والحكايا ...........
الشمس أذابت الرؤوس........................
بدأ أحدهم يتساءل...... ماذا يحدث؟؟؟؟؟
قرأت مؤخراً عن تصدير الغاز......................
ليرد أخر نصدر الغاز ونحرم منه ؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
ليعلو صوت من وسط الطابور ***********
أسكتوا خلونا ناخد الانبوبة المليانة ونمشي
عندنا عيال عايزين نربيها!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
27/5/2010

__

أمومة



أمومة
..........................................







اليوم الجمعة تستيقظ مع أذان الفجر تصلي وفي رأسها مائة عمل تريد القيام به
اليوم سيأتي أولادها على الغداء .................
الكبير يحب المحشي ولا تعرف زوجته كيفية صنعه
والصغير يعشق الملوخية من يدي امه والابناء لا يتناولون إلا الدجاج المحمر واللحمة الباردة
أما الابنة الوحيدة فقد تمنت عليها صنع الفطير المشلتت مع العسل الاسود
دخلت المطبخ وبحركة دؤوبة ونشاط غير اعتيادى صنعت للأبناء كل ما يحبون
ليؤذن الظهر ويرن الهاتف ليعتذر الابن الاكبر لديه عمل
ويأتى إحدى الصغار معتذرا عن انشغال الابنة
ليحضر بعده الابن الاصغر ليترك أولاده حتى يذهب وزوجته حفل استقبال مديره
تجلس فى شرفتها وبين يديها كوب من الشاى لطالما حلمت ان تشربه بصحبة ابنائها .............................................
20/5/2010

زيف


...........................................




صعد إلى الترام مهندم المظهر ذو لحية سوداء مزينة بعناية ، نظرته ثاقبة يدور بعينيه فى عربة الترام ليجد له مقعدا حتى يراها أمامه جالسة بجوار شاب يحاول التقرب منها وهى تنهره فاقترب والدماء تغلي فى عروقه آمراً الشاب بالأبتعاد ملقيا عليه خطبة الحرام والحلال
والشاب لا يستطيع الرد متجهما ................
ليرحل متجها نحو الباب
فيقترب هو من الفتاه ناظرا إليها بابتسامة خفيفة وبحركة المتمرس
يدس فى يدها ورقة صغيرة عليها رقم هاتفه...........
27/5/2010
.......................
....................

نفوس ____
________________________-






قبل أشعة الشمس يتسابق مع الريح ليفتح كشكه الصغير،
متلثما بكوفية سوداء محاولا تدفئة جوفه الجاف.
يرص الصحف فوق الارض كل صحيفة فى مكانها
يبحث من حوله عن الحجارة التى يضعها فوق الصحف حتى لا تتطاير .
يسأل نفسه لقد وضعتها هنا بجوار الكشك الملاعين لا يتركوا شيئا مكانه
ينظر حوله يمينا ويسارا
ليجدها فوق مشمع مهترئ يغطي كومة من الخضرة الندية فجل وجرجير .
يهم بأخذها فتتوسل إليه خذ اثنين وابقى واحدة.....................
فينظر إليها شذرا ليحيط الحجارة بكلتا يديه
ليعود فيجد الصحف فى عرض الطريق...
27/5/2010


نهاية


_____________________-





فى صخب حارة الحدادين تعيش فى شقة تصدعت جدرانها ،
تغلق على نفسها باب غرفة تكاد تختنق من إطباق جدرانها عليها .
تحاول نسيان حاضرها فترفع صوت موسيقى بيانو تصدر من المذياع
ليغطى على كل الاصوات من حولها .
ترحل مع وقع اصابعه ونغم الذكرى إلى أيام كانت فيها بين خدم وحشم ترفل فى الحرير والديباج ،يركع تحت قدميها رجال بسطوة الملوك
حتى ظهرت تلك اللئيمة بضحكتها الرنانة وشعرها الغجرى وبياضها الكالح.
انصرف الكل عنها ،انسل الشباب من وجهها الدسم ،ترهل الجسد الذي طالما تمايل بين يدي رجال أهتز لهم التاريخ
هى الأن فى نفس المكان تقتنص الرجال بنظرتها
تغفو إغفاءة قصيرة لتنهض فزعة من ألم رهيب يبدأ من أصابع قدميها
من هول الالم لا تستطيع الصراخ !!!!!!!
ماذا يحدث يتردد صوت داخلها أمهلوني !!!!!!!!!!!!!!!!!
يشتد الألم ليزيغ النظر مما أحاط بها ، ثقل لسانها
ذرفت دمعة أخيرة لتسيل مستقرة فى أذنها .
...................................................................
27/5/2010.

الأربعاء، 26 مايو 2010



جنازة
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


في حارة من حواري الاسكندرية العتيقة تمتلئ صخبا وحركة
ووجوه هائمة في حركة الكون الذي لا يهدأ
تنطلق صرخة مدوية من احد بيوت الحارة المتهالك،يصمت الجميع للحظة
ثم يتساءلون فيهرولون تجاه الصوت(أنا لله وإنا إليه راجعون)
ينطق بها رجلا خارجا من غرفة مظلمة تحت بئر السلم .......
البقاء لله مات ابو كني
ينظرون لبعضهم مازال عندهم حياء لم ينطق بها احد ممن تراصوا وتجمعوا حول البيت إلا سيدة تخطت سنوات الحياء (الحمد لله خلى الغلبانة دي ترتاح بقى)
جميع الوجوه لم يبدي عليها حزن ولا فرح ، غريبة تلك الوجوه غائرة التجاعيد حتى الموت فقد هيبته لديهم
بدأت نسوة الحارة فى التوافد على البيت المكلوم(عفوا) الغرفة المكلومة لم يكن بيتا بمعنى الكلمة ، لم يكن غير غرفة واحدة بها سرير يستند على قوالب أسمنتية من جهة وعلبة دهان مملؤة بالحصى من الناحية الاخرى وحصيرة تعد من الاثريات والمقتنيات لدى الفقيد
والحمام ( أكرمكم الله ) هو عبارة عن ركن تحت سلم البيت يختفي فى ظلمة حالكة خلف جلباب قديم مشدود من الطرفين بمسمارين
مشترك بين أبو كني وجارته أم لبيب وابنائها الست
تجلس على الحصيرة متشحة بالسواد لم يجدََ عليها جديد فهى منذ عرفناها لا تخلع
هذا الثوب متحججة بحزنها على ابيها منذ سنين طويلة
تجلس غائرة العينين تتدبب عظامها تحت ثوبها المنقوش باهترائه عيناها جافتان آبت الدموع إطاعتها
يقتلها الحياء أمام الجيران تقلب عينيها بين الحاضرات وكانها تستجدي الدموع محدثة نفسها (هيقولوا عليكي فرحانة مش عارفة تعيطى طيب عددي)
تقبلت الفكرة وفتحت كفيها وبكل قوتها المنهكة انزلتهما على وجهها الذي لم يمر عليه ساعة مع المرحوم إلا وترك بصماته عليه
تجاعيد تمتزج بهم وذل وصبر ربع قرن لم ترى يوما فيه راحة
أستحسنت ما فعلت بعدما أخذت النسوة فى نهيها عما فعلت وإمساك يديها والحديث معها عن الصبر عند المصيبة
محدثة نفسها مرة اخرى (صبر تانى دة انا الصبر زهق مني )
فتعتدل فى جلستها وتنوي التعديد وبصوت مرهق لا يكاد يخرج من فمها
(ياعامود بيتى والعامود ...................)
وتدور عينيها فى انحاء الغرفة فلا تجد عامودا فيجول فى خاطرها كم الاهانات والضرب الذي تحملته اعوام تكاد لا تتذكر متى بدأت
يامستتني............كيف وهى لم تنام يوما وعليها غطاء يدثر جسدها النحيل إذا غطت أعلاه أنتفضت قدميها بردا
مضت الساعات ثقيلة على أم كني وهي لا تجد من كلمات للعويل على زوجها المرحوم وعينيها ترفض الاتيان بدمعة واحدة ، لقد جفت منابعها فهى منذ زواجها لم يمضي يوم إلا وهى باكية حتى ذبلت عينيها وجفت
تتذكر أولادها كني الكبير حصل على الشهادة الاعدادية وترك البيت دون ان يخبر احدا ولا تعلم عنه شيئاً
وحموكشة الابن الاصغر حصل على دبلوم الصنايع وسافر على إحدى القوارب إلى إيطاليا ولا تعلم هل نجا أم غرق
أحضرت النساء طعام العشاء وأدخلن الصواني إلى الغرفة ،
علقت أم كني نظرها على الطعام ولم تستطع تحويلها إلى مكان أخر
لاحظت أم لبيب ما بجارتها فدعت الجالسات للتفسح ووضعن الطعام على الارض
لتضغط أم لبيب على يد ام كني وتأمرها (كلي كلي ما دايم إلا وجه الله )
جلست ام كني ناظرة إلى الطعام واللحمة غير مصدقة انها ستأكل دون وجود من يعد عليها لقيماتها
إنتهى العزاء وتسللت النسوة الواحدة تلو الاخرى خارج الغرفة لأستنشاق الهواء والتحسر على أم كني متساءلين كيف عاشت كل هذا العمر فى غرفة خالية من الهواء كتلك
خلت الغرفة من النساء وبقيت أم كني مع صواني الطعام
ظلت تأكل لتشبع جوع ربع قرن من الزمان .
وفى الصباح جاءت جارتها أم لبيب تطرق الباب فلم ترد فأزاحت الباب
فوجدت أم كني على وجهها داخل صينية الطعام
لقد فارقت الحياه وفمها مملوء بالطعام أخيراً

...........................
أكتوبر /2010


...................................................................

الاثنين، 24 مايو 2010

إمتلاك



إمتلاك

ظل واقفا متسمر القدمين معلقاً ناظريه نحو .................
الضوء يخترق عينيه فيغمض ويفتح ومازال موجهاً نظره إلى ........
يلتفت إلى والدته الغير منتبهة يشدها من طرف ملابسها..........
يتوسل إليها .............لم يفلح في اقناعها.........
يبكي ويذرف الدموع .............أيضاً لم يفلح.................
يصرخ بأعلى صوته ....................ينتاب الأم لحظات العناد ..............
فيقفز فوق الأرض ثم يلقي بنفسه متكوراً تحت قدميها ...................
يختلس النظر أثناء ذلك إلى وجهها بخبث المعتاد على أخذ ما يريد.............
ترضخ الأم فتشتري له الدب المنتفخ بالهواء...............
يبتسم ويحتضنه حتى يصل إلى البيت..................
ليسرع إلى الشرفة ليلقيه فى الهواء ناظراً إليه
وهو ...................يحلق فى الفضاء
18/5/2010

الأربعاء، 19 مايو 2010



سد الحنك
_____________________-
-_________________






نجلس حول الطبلية نتضور جوعاً ،كل بضعة دقائق تأتي أمي وتأمرنا بقراءة سورة من القرآن

بدأت بالفاتحة ، نقرأ وهى تصحح .........
تقلب الدقيق بملعقة خشبية كبيرة وأقوم أنا بتقليب الماء والسكر .........
تستمع إلى أصواتنا العالية فتنهرنا بحنوها وصوتها الشجي وتأمرنا بقراءة سورة اخرى
حتى تحمر الدقيق فأخذت مني الماء المحلى وسكبته فوق الدقيق......................
تقلب المزيج بقوة تظهر على وجهها الأحمر المندي بالعرق اللؤلؤي............................
تسكب سد الحنك فى طبق كبير تحيطه أبخرة تنبعث منها رائحة السمن البلدى الشهي تضعه أمامنا قائلة (نونو......نونو)....................
وقبل ان يبرد وتستقر الأبخرة نزل إلى بطوننا الجائعة لتأتى أمى يغطي وجهها الذهول !!!!!!!!
قائلة فى أستنكار ما سميتوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فنردد بسم الله أوله وأخره............................

18/5/2010


نهلة فراج

الجمعة، 14 مايو 2010



ماذا بعد الحمير والكلاب؟؟!
______________________

في أحلك العصور المصرية وأكثرها ظلمة ركبوا الحمير وحرستهم الكلاب الآن نأكلهم.
وعند عودتنا إلى التاريخ الذي درسناه في الصف السادس الإبتدائي
الحكم الفرعوني والروماني والأسلامي والدولة الطولونية
و الإخشيدية-الحكم المملوكي-الحكم العثماني .
عندما نقرأ في كل التاريخ رأينا أن فترة الإزدهار تتضمن أشياء لا تختلف من التاريخ القديم عن التاريخ الحديث.
1-الإهتمام بالجيش
2-الإهتمام بالعلماء
3-بناء المستشفيات والإهتمام بالصحة
4-تعبيد الطرق
5- الإهتمام بالزراعة
6- الإهتمام بالعلم والتعليم وإقامة الكتاتيب والمدارس
7- تخفيض الضرائب وإعانة الفقراء
8- محاربة الفساد
كل هذه الأشياء هي دعائم إزدهار الدولة
وعندما درسنا أسباب سقوط الدول المتعاقبة لم تختلف إختلافاً جذرياً
وهي عكس النهوض والإزدهار تماماً
لم نقرأ انهم استوردوا القمح الفاسد
لم نقرأ أو نسمع عن دولة يشقها النيل نصفين وتشرب المياه الملوثة المسببة لجٌل الأمراض في القُطر المصري
منذ بدأ التاريخ والعقل المصري يُعرف بٌحبه للعلم والتعلم والثقافة والمبادرة إلى كل جديد
الآن ماذا حدث لخريجي الجامعات
لم نقرأ في كتب التاريخ عن السقطات الدبلوماسية والتاريخية وإنهيار سُمعة المصري مثلما يحدث الآن بعد حصار غزة وبناء سور العار
تتوالى صرخات المصريين بعد انتشار الفساد وتحولت الطبقة المتوسطة إلى فقراء والطبقة الأدنى إلى متسولين
ماذا بعد أكل الحمير والكلاب ليسقط عهد ويبدأ عهد جديد.

حدوتة وطن
قصة للصغار الكبار


............................................



يُحكى أن أسد غدار عجوز مختال يحكم بلداً يعاونه الأشرار.
هذا الملك الغدار لا يأكل غير الغزلان تأتي بها الأشرار لوليمة (الكبار).
وفي يوم جاع الملك الغدار زأر وحار هاج وماج أين الغزلان؟!
ذهب الأشرار لكل الأحراش
إختفت الغزلان والغدار جوعان
علم الثعلب المكار ملك دولة اللئام بأن الملك الغدار يحار في وليمة الغزلان
نادى بالإتفاق وعلى طاولة المفاوضات إتفق الملك الغدار مع ملك اللئام
أن بين الدولتين بلدةً للنيام يريد اللئام أرضهم وحتى يفرغها وتريحهم
أمر بالإتفاق أن يأكلهم الغدار فيشبع الجوعان ويملك اللئام أرض النيام
إستيقظ النيام على صوت زئير الغدر وعواء اللؤم انتفضوا من فوق الأرض
يأكلون خشاش الهم ويتسلحون بحجارة الصبر
هبوا وصدوا الغدر واللؤم.
صاح الملك الغدار ومعه الملك المكار أين الأشرار؟! أين تدبير المكر والفجار؟؟
أشار أحد الأشرار نسجنهم في أرضهم
هلل الغدار ومعه الملك المكار فجمعوا الفولاذ والنار وصبوا تحت الأرض نبتة الشيطان , حبسوا قرية الجبار من دون ماء وطعام وملك اللئام الثعلب المكار
يقف بالمرصاد ليقتل الأطفال والعجائز والشباب
وحتى الآن حار الغدار ومعه المكار
يا ترى يا أخيار ما قدر رب الأرباب؟؟؟؟!!!!




7/5/2010


زار

.................................




تتوسط دائرة من الأجساد المترنحة تنظر لقدميها والجلباب الأبيض المنسدل لا يُظهر غير اصابع القدمين المخضبتين بالحناء الحمراء ترفع قدم لتنزله ليرتفع الأخر
هكذا تتمايل على وقع طرق الدف المنتظم .
هذه............رأيتها هناك تتأبط ذراع الشيطان ووجهها تغطيه المساحيق
والأخرى أيضا كانت تتوسد كتف ابليس
أين ذهب شعرها الحرير ووجهها الباسم وشفتاها المكتنزتان ،شعر أشعث ووجه مقفهر
وتلك الشمطاء تمسك بالمبخرة الفخار تدور من حولي تختلط الوجوه مع دخان كثيف
يتعالى صوت الدف وتتسارع الدقات تنتفض الأجساد رقصاً أم رفضاً لا يبالي أحد بأحد
تخرج الصيحات من اجساد حارة تتصبب عرقاً
يصرخن ..... يبكين .....ينتفضن
أيحاولن نسيان مابهن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ضعفهن .....أسرارهن .....أوجاعهن ......خوفهن.....دروبهن ......
خذلانهن .......حرمانهن .....
جئن كلهن هنا ليدرن حولها . توقفت لكنهن أبين التوقف حتى الجدران دارت معهن
يزداد التوتر مع سرعة الدف الهائج تسقط الاجساد جسد يليه أخر
وطفل هناك يسترق النظر من فتحة الباب الموارب تزداد حدقتيه إتساعاً
كلما رأى جسدا يتهاوى على الأرض حتى سقطت ضاربة الدف
فيصرخ الصغير صرخة مدوية................
ليسود بعدها الصمت .



10/5/2010

نهلة فراج

قطرة مطر

قطرة مطر
.................................................

قطرات من المطر تتهاوى على زجاج الشرفة
تزحف بنعومة فى مسارات متعرجة نحو الأرضية
عدا قطرة عالقة على حافة السور تمر بلحظة تأمل من أين أتت
وأين ستكون
تتشبث بمكانها حتى يجذبها لأسفل قانون نيوتن المتعجرف
لتجد نفسها على ورقة نبتة الشوفليرا التي تزين جوانب الشرفة
تنزلق بخفة من وريقة إلى ورقة إلى أسفل النبتة
لتأخذ كل وريقة نصيبها من رشف ريق المطر العذب
حتى تصل إلى أخر ورقة وقد نزفت مالديها لتسقط
هامدة داخل أصيص النبتة ليرتشف الطين ويرتوي الجذر
بأخر لحظة حياه لحبة مطر .







5/5/2010



نهلة فراج

الاثنين، 3 مايو 2010

ذكريات ستي مسعدة



ذكريات ستي مسعدة
.......................................................
تنسل خطوط الفجر الاولى مع صوت المؤذن وهو يقيم للصلاة
تقوم بجسدها الدافئ تتسند بيديها على جوانب المقاعد حتى تصل
إلى الحمام تتوضأ بماء بارد وتتمتم بكلمات لا نسمع منها
غير حرف السين خارجا من فمها إستغفارا عذبا
تتكئ عائدة إلى فراشها .
هى عادة لا تستخدم منشفة تترك ماء الوضوء يقطر منها مبللا ثيابها وفراشها
وعند سؤالها لما ؟؟ تقول عندما يُنطق الله كل شئ يوم الحساب
ستشهد علىَ هذه القطرات بأني ما توانيت عن القيام لصلاة العتمة والماء بارد والفراش دافئ والناس من حولي نيام
تصعد إلى فراشها وتشد عليها الغطاء وتدخل فى الصلاة بتكبيرة عذبة من صوتها الحاني
تظل فى صلاتها حتى تمتلئ الدنيا بضوء النهار
فتقوم إلى أحبائها تناديهم لق لق لق
تعلق لسانها فى سقف فمها ثم ترده إلى أسفل محدثة هذا الصوت
لق لق لق تعرفه الكتاكيت وتميزه من بين كل أصواتنا
تضعهم فى كرتونة تحت فراشها تزيدهم الماء من كوبها
تمسك كل واحد تفتش فيه
تمضغ قطعة من البيض وتلقمه من فمها لمنقاره الصغير
ثم تتبعه ببعض الماء ، واحدا واحدا حتى تطعمهم وتسقيهم جميعا
ثم بيدها المكتنزة تدفع الكرتونة برفق إلى أسفل الفراش .
لتنادينا ( ياولاد الشمس طلعت وانتوا نايمين،
أتقسمت الأرزاق وفاتتكم البركة ).
تمت
2/5/2010


بقلم /نهلة فراج

الأربعاء، 21 أبريل 2010

وصية



وَصِيَّةٍ


.........................................


لَاتَذْرَفُوا الدَّمْعِ عَلَىَ قَبْرِيْ


فَإِنِّيَ بِهِ مُنْعِمُ


صَاحِبَتْ الْخَائِنُ الْبَخِيْلُ


وَمَا قُلْتُ غَيْرَ بِالْنِّعَمِ


أرْتَدُوا الْأَبْيَضُ وَأَنَثَرُوا الْوَرْدْ


وَأَقْرَأَوا الْقُرْآَنَ فَكَفَىَ بِهِ وَالنِّعَمِ


تَبَسَّمَوَا وَاذْكُرُوْا مَا كُنْتُ يَوْما


عَاشِقَةٌ لَلَّهُمَّ وَلَا كَثِيْرَ مِنَ الْكَلِمِ


اذْكُرُوْنِى بِخَيْرٍ مَا دُمْتُ فَاعِلَةٌ


وَاسْتُرُوا مَا بِيَ مِنْ عَيْبِ وَمِنْ لَمَمٍ


سِتْرَ الْلَّهِ عُيُوْبِنَا


بِتَمَامِ فَضْلِهِ وَكَامِلٌ الْكَرْمِ


دَثِّرُوْنِي بِمَا صَنَعَتْ يَدَايَ


فَاوَاللَّهُ مَا كَانَتْ إِلَا بِالْذِّكْرِ وَرِفْعَةً الْهِمَمِ


سَامِحُوْنِي إِنَّ اقْتَرَفْتُ يَدَايَ مَاغِيْرْ مُحْتَسِبٌ


مَاظَنَنْتُ بِالْنَّاسِ غَيْرَ الْخَيْرِ


وَمَا صَاحِبَتْ غَيْرُ صَاحِبِ الْخُلُقِ وَبِهِ وَالنِّعَمِ


إِنَّ ذِكْرِ لْسَّانِيُّ يَوْمَا بِالذّلّلَ


فَاغْفِرُوْا.................


فَقَدْ آَنَ آُوَانُ الْمُكَرَّمِ الْمُنْعِمُ


لَمْ أُهَيِّئُ لِقَبْرِي غَيْرَ قَلْبٍ عَامِرٍ


بِذِكْرِ الْلَّهِ فِىْ الْنُوْرِ وَفِىُّ الْعَتْمِ


عَسَىَ الْلَّهُ يَغْفِرُ مَا كُشُفٌ مِنْ الْعَيْبِ


وَمَا سُتِرَ بَيْنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ


هَلُمُّوا لِيَوْمٍ آَتٍ لَا مَحَالَةَ


فَاكْتَنِزُوا مَا قَصَرْتُ مِنْ قَوْلٍ وَمِنْ عَمَلٍ


هَيَّأُوا الْقُبُوْرِ لَبَرَزَخْ حَيَاهْ الْلَّهِ وَالنِّعَمِ


رَوْضَةٍ وَارِفَةُ تُطِلْ عَلَىَ الْمَقَامِ الْمُنْعِمُ


إِذَا سَجَدْتُمْ لِلَّهِ خَاشِعَةً نُفُوْسِكُمْ




فَابْتَهُلُوا لِلْرَّحْمَنِ يَرْحَمُ ضَعِيْفَا


ذَا ذَنْبٍ وَذَا ذُلُلٌ










....................................................................
20/4/2010


بقلم// نهلة فراج

الاثنين، 1 مارس 2010

سيدة قصر الهوى


سيدة قصر الهوى
..........................................
...................................

(1)
كم كانت رسائل الشوق مذنبة
كم كانت لحظات انتظار الرد مهينة
عبثاً نوارب الأبواب
نسترق النظر خلسة من النافذة
عله تاه في دروب المتشابهات
قتل ساعي البريد
الآن ساعينا رنة الهاتف........إعصار
الصمت المهين يمزق خلايا الحب
(2)
قلبت مئات الفناجين
احتسيت قهوة توقظ جيشاً جراراً
أبصرت كل الطرق
لم يعد لطرق الأقدام أي وقع
اختفى عطره من يدي
لم يعد لي منه غير صورة باهتة
سيأتي المساء وقد مُحيت
(3)
عله ذهب لامرأة أخرى
لم يستطع الصمود أمام رياح حنيني
أبقيت الستائر مسدولة
والشموع مضاءة
الورد قُرب النافذة يفتقد لمساته
أبقيت الحنين كما الستائر
عطرت الممشى
خبئت الزنبقة تحت وسادتي
كل المناديل بانتظاره
(4)
غداً سيراودني عن قميصي الأسود
عن عطر الياسمين المعتق
عن قطعة السكر الملقاة بجوار فنجان القهوة
عن بيجامته البيضاء المبخرة بأنفاسي
(5)
لن أغفر هذا الألم
سأخبئ أناملي في جيوب الصمت
سأطلق وريقات ورودي من نافذة الحلم
سأسد أذني عن سيمفونيات شوبان
سأقطع سلك الهاتف
حتى نشوة الاعتذار في أذني لن أمنحها لك
(6)
طاغية في الظلم والهجر
كما كان طاغية في العشق والهمس
لأذقنه كأس يتجرع مرارته مع كل صبح
مع كل سيمفونيات الفرح
سيستمع للدانوب الأزرق ليلعن شتراوس ويلعنني معه
سيتذكرني سياطاً تلهب ليله
تؤرق قططاً تركها في فراشي
ليغزوا عالم النساء بكفوف نازفة
ودموع هاطلة
ليدفع ثمن السعادة الواهمة أعواماً بائسة
مشرداً بلا مأوى
(7)
سأحتفل بأعيادي
الآن أؤمن بجمال أيامي وأحلامي
سأدع قميصي الأسود يتراقص على قدماي
سأمنح رقصتي المسائية لنفسي
سأعبأ غرفتي بزهر الليمون كما كنت تكره
سأضع ثقل قدمي على بنزين سيارتي
سأسابق الريح كما كنت تكره
سأكره السياسة التي تحب
سأتمرد على قهوة الصباح
لن أشعل التبغ داخل جدراني كما كنت تحب
(8)
من آمة في محرابك
إلى سيدة قصر الهوى
إلى حرائر الأرض..............اعشقن الهوى لا الرجال

تمت
28/2/2010
-----------------------------------------



نهلة فراج

الاثنين، 22 فبراير 2010

أديب ويسارية

أديب ويسارية



بعد قراءة رسالة الغفران لأبي العلاء على صدى موسيقى ياني ،
راح يتمطى ويتلوى وأزيز المقعد يستغيث من جسده المثقل بأدبيات أوراقها صفراء يسبح بين ثناياها آلاف الحشرات .
ينظر إلى النافذة وقد تسرب إليها خيوط الشمس البكرية لصباح ككل صباح
يتكئ بيديه على جانبي المقعد ليرفع جسده ويقاوم جبلاً طاح فوق رأسه ،
راح يقاوم الثقل الذي أنهك رقبته وكتفيه حتى نجح وقام متجهاً نحو نور يشق غمام الزجاج المحمل بأتربة وغبار لا يتذكر متى كان نظيفاً ولا متى دخلت الشمس إلى بقعة الكليم الصوف المعطن بعفن الرطوبة .
يجر قدميه ليثبتها عند حافة النافذة فاتحاً شراعيها يتنفس بعمق فيدخل الهواء إلى رئتيه سهام تجتاز واديا صلداً ، يتألم بشدة فيرمي بجسده على الحائط القابع بجوار النافذة منذ أعوام حين قررت زوجته المصون بناءه مقتطعة جزء من البيت الوارف ليحيا هنا بين أدبياته العتيقة وشخيره المختلط بموسيقى ياني وموتزارت .
برأسه الأشعث وعينيه الذابلتين يطل على الشارع الجانبي متفرجاً على أسفلت منحوت بأقدام المارة
مازال الوقت مبكراً لا يوجد غير بائع الفول المنحني الظهر ممسكاً بمغرفة كلما أدخلها إلى القدر يصارع الدخان الأبيض ليغطي لحيته المبعثرة .
تأتي من الخلف سيدة شديدة الأناقة على بكرة الصبح تدير مفتاح سيارتها ترفع عينيها فتبتسم ابتسامة البخلاء ثم تلوح بيدها اليسرى .......
هكذا هي يسارية منذ عرفها وتزوجها....................................

22/2/2010


نهلة فراج

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

إنذار..............................

إنذار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...................................
تمر علينا الأحداث متتالية ......حبات عقد ملفوف حول أرواحنا لا يكاد يمر حدث حتى يلاحقه أخر تاركاً نتوء كلٌ حسب قوته.
لكن حدث اليوم هو الأول من نوعه .......نهاية مرحلة وبداية أخرى
أول ما تبادر إلى ذهني سؤال (عمرك فيما أفنيته؟)
يجري بنا العمر غير عابئين بثقل السنين وما نحمله على أعناقنا
وتأتي اللحظة التي تستوقفك إلى أين ؟ماذا أنجزت ؟ ماذا بعد ؟
كيف سنرد على السؤال المعد لكل البشر ؟؟

اكتشافي لأول شعرة بيضاء .......يا الله ....لم تمهلني كي أعيش كدبة العمر الطويل ......منذ اللحظة اختبأت خلف عبوس المودع، عبوس الوقت المنفلت من بين أصابعنا
نقف لنتأمل ......لن نستطيع الهروب بالصبغة الخافية لشيب الشعر من شيب الروح والأماني التي غازلناها جدائل لنحقق ما أملنا فيه سنوات لنكتشف زيف الكثير منها وسخافة المتبقي .
أحياناً يمضي العمر ونحن نركض خلف ما نتوهم أنه رسالة وعندما ندركها نجد أنفسنا أجهضنا أغلى السنين على وهم خادع وعند الوقفة التي بالتأكيد يقفها الكثير عند ظهور احتراق السنين ليظهر الشيب جلياً فتأتي الوعكة التي تلزمنا الفراش أو الحفيد وأولى خطواته منادياً جدوا تيتة
لنقف لنقيَم مافات وما تبقى
نعمة من الله عز وجل أن أمد الله في العمر حتى نرى الشيب الذي ينطق وينادي هلم إلى الله أفق من الغفلة .
هناك ينادي قبر موحش مظلم بارد هنا المقام ، هنا إما حفرة من نار أو روضة من الجنان
نقيَم صلواتنا وعباداتنا وتعاملاتنا وفيما ضيعنا وكيف نعوضه
ونبدأ في التفكير فيمن كانوا قبلنا ......عمروا الأرض واكتنزوا الغالي والثمين و شيدوا القصور أين هم الآن ؟؟في حفرة بين الدود والظلام والوحشة فارقوا الأحباب وغدوا ذكرى والمحظوظ من يذكره أحبابه في المناسبات
ندعو الله حسن الخاتمة وألا يؤاخذنا بذنوبنا
اللبيب من أدرك الحقيقة قبل فوات الأوان نتمنى أن نكون منهم
ولا نحتاج أكثر من شعرة بيضاء لتنذرنا أن القادم لا يحتمل الأخطاء
لنعتبر ........
أقولها لنفسي وحسب.................

16/2/2010

نهلة فراج

الأحد، 14 فبراير 2010

ضحية فالنتاين.............قصة قصيرة



ضحية فالنتاين
....................................
وقفت في باحة الجامعة تبحث من حولها على إحدى صديقاتها ،وكلما وقع نظرها على إحداها وجدتها بصحبة من يحمل لها كيساً أحمر به هدية تنفشه وبيدها باقة ورد حمراء فتشيح بنظرها باحثة مرة أخرى عن صديقة خالية من الصحبة.......
دارت الدنيا بها من كثرة ما دارت عينيها بين جدران من ضباب وتتساءل ما الذي جعلها تنزل من بيتها في هذا اليوم؟.
منذ استقلت الحافلة من أمام منزلها وهي ترى اللون الأحمر طغى على ألوان الحياة،الجميع يرتدون الأحمر حتى الرجال يتلفحون بالكوفية الحمراء ومنهم من ارتدى حذاء الرياضة أحمر وجارتها العجوز ارتدت معطفاً أحمر وربطت حول عنقها شالاً من الحرير الوردي.
يا الله...............ماذا حدث لهذا اليوم كيف فعل القديس فالنتاين هذا بالناس
أم يا ترى هم العطشى ليوم يعلنون فيه حاجتهم إلى الحب وإعلانه بهذه الطريقة الفظة
ألا يوجد في هذا العالم رجلاً واحداً يحمل وردةً واحدةً لي في هذا اليوم الأسود أقصد الأحمر
وحتى وصولها إلى الجامعة ولم يسقط نظرها على من يشبهها حالاً.
حاولت الجلوس في أي مكان خشية السقوط، اقتربت من مقعد يجلس عليه ثنائي يحتفلان بعيد القديس الهالك وبينهما دب أحمر ملفوف بالتُل المرقط بالأبيض والأحمر.
اختلست النظر إليهما فوجدت الشاب يمسك بوردة حمراء حائرة في يديه يهمس بكلمات ثم يداعب يديها بالوردة وهي تخبئ علبة حمراء في يديها كل برهة تمدها إليه ثم تعود بها مرة أخرى...............
يا الله لقد مللت هذا المنظر أو لعلي اشتقت إليه حتى الدببة آبت ألا تكون لي يوماً.
وقفت عازمة على العودة إلى منزلها لم يكن لها أن تغادره في هذا اليوم.
أدارت ظهرها لأسوار الجامعة ولزملائها وزميلاتها ،
وقفت على باب الجامعة تحاول أن تستقل سيارة أجرة خوفاً من الحافلة وما تجده فيها من شبح القديس
وبعد فترة ليست قليلة وقفت أمامها سيارة أجرة يجلس في المقعد الخلفي القديس فالنتاين بذاته اثنان يغطيهما اللون الأحمر والملابس والهدايا والورود و الأكياس والعطر الفج
وبعد تردد لم يطل أكثر من ثواني معدودة ارتمت بجوار السائق ورحلت بردائها الأسود

تمت
14/2/2010
نهلة فراج

الوداع الأخير.................قصة قصيرة


الوداع الأخير
وقفت بين جموع المسافرين تلتقط من الذاكرة مشاهد تريد الإمساك بها
حتى لا تضيع في رحمة العمر الآتي،حتى رأته قادماً بصحبة صديقه ارتجفت يداها
وتشتت نظراتها تقدمت بضع خطوات فأكمل هو الباقي
وفجأة ساد الفراغ المكان لم تسمع غير دقات قلبها المتلاحقة
وصمت السنين وأنين الذكريات يطن في أذنيها
أمسك بيدها فازداد الأمر اشتعالاً عندما التقت عيناهما.
أقسمت لأبدل العمر كله بساعة أقفها هنا
بجوارك ينظر إليها وحزن العالم يقطر من عينيه
لم أخبرك لأني أضعف من لحظة وداعك، لن أعيش هنا وأراك مع رجل آخر
الهجرة هي ملاذي الأخير.......تصمت وتوقف نظرها على يديهما المتعانقين
وقد غرق وجهها الجميل بدموع تعلن لكل من حولهما أنه الوداع الأخير
يقترب صديقه مقتحماً عالم الصمت بينهما قائلاً لقد نودي على الرحلة مرتان
وهذا النداء الأخير.خارت قواهما ولم يعد يحتمل الوقت المزيد
سحبه صديقه من ذراعه ، متثاقلاً جرَ حقيبته حتى توارى عن نظرها
ظلت شاردة يقفز إلى رأسها السؤال الذي لا يتوقف
لما تقابلنا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

تمت



13/2/2010


نهلة فراج

الأحد، 7 فبراير 2010



------------------------------
هذه ليلتي
..............................
..............................
هي.....تخطت عامها السادس والثلاثون تتسم بجمالها الهادئ،ثقتها بنفسها تجعلها لا تلقي بالاً لحديث الجارات عن عدم زواجها حتى الآن رغم جمالها ونجاحها، كل بضعة أشهر تأتي أختها بعريس وتتم المقابلة وهي عازمة ألا تتزوج بغير رجل يختطف قلبها وبعد المقابلة يتم الرفض وعلى أختها تدبر الأسباب.

هو.......أتم عقده الرابع حاصل على دكتوراه في جراحة الأعصاب ،لم يدري كيف مرَ به العمر ولم يتزوج ألأنه لم يقابل فتاة أحلامه أم لأن الفكرة لم تأتي على باله وهو منهمك في دراسته وأبحاثه.
لكنه وبعد وصوله لهذا العمر لا يبحث عن مجرد زوجة ،هو يريد إنسانة تحتل قلبه وتقيم داخل شواغر نفسه ،تلح عليه والدته بأن لم يعد في العمر قدر ما مضى فتأتي بصور الفاتنات ما تصر أحياناً على إجراء المقابلة وتنتهي كل مرة بالرفض وتتولى الأم تدبر الأسباب

اليوم...............هي تستعد لأستقبال عريس جديد وبكل فتور ترتدي ثيابها وتسدل شعرها وهي تستمع إلى أحد أغاني أم كلثوم التي لا تفارقها

هو.........يستعد للذهاب مع والدته لإجراء مقابلة عروس جديدة وبكل فتور العادة إرتدى ثيابه ووضع نظارته على وجهه وتوجه إلى بيت العروس وبيده سلة ورود أعتاد شرائها في كل مرة
دخل العريس مع والدته بعد تلقيهما ترحيباً مبالغاً من أخت العروس
ما إن تدخل هي الغرفة............................
تحتبس الكلمات داخل الأفواه ، ينثر النصيب عطر الهوى ، يغالب الشوق راحتي اليدان، تحتضن النظرات قسمات الأوجه ، تتعالى دفقات الدماء وتتسارع النبضات وترتعش الأقدام و تختلط الأنفاس ، يسود الصمت إلا من صوت عذب يتسلل من خارج الغرفة (هذه ليلتي وحلم حياتي)

تمت
7 / 2 / 2010