الاثنين، 22 فبراير 2010

أديب ويسارية

أديب ويسارية



بعد قراءة رسالة الغفران لأبي العلاء على صدى موسيقى ياني ،
راح يتمطى ويتلوى وأزيز المقعد يستغيث من جسده المثقل بأدبيات أوراقها صفراء يسبح بين ثناياها آلاف الحشرات .
ينظر إلى النافذة وقد تسرب إليها خيوط الشمس البكرية لصباح ككل صباح
يتكئ بيديه على جانبي المقعد ليرفع جسده ويقاوم جبلاً طاح فوق رأسه ،
راح يقاوم الثقل الذي أنهك رقبته وكتفيه حتى نجح وقام متجهاً نحو نور يشق غمام الزجاج المحمل بأتربة وغبار لا يتذكر متى كان نظيفاً ولا متى دخلت الشمس إلى بقعة الكليم الصوف المعطن بعفن الرطوبة .
يجر قدميه ليثبتها عند حافة النافذة فاتحاً شراعيها يتنفس بعمق فيدخل الهواء إلى رئتيه سهام تجتاز واديا صلداً ، يتألم بشدة فيرمي بجسده على الحائط القابع بجوار النافذة منذ أعوام حين قررت زوجته المصون بناءه مقتطعة جزء من البيت الوارف ليحيا هنا بين أدبياته العتيقة وشخيره المختلط بموسيقى ياني وموتزارت .
برأسه الأشعث وعينيه الذابلتين يطل على الشارع الجانبي متفرجاً على أسفلت منحوت بأقدام المارة
مازال الوقت مبكراً لا يوجد غير بائع الفول المنحني الظهر ممسكاً بمغرفة كلما أدخلها إلى القدر يصارع الدخان الأبيض ليغطي لحيته المبعثرة .
تأتي من الخلف سيدة شديدة الأناقة على بكرة الصبح تدير مفتاح سيارتها ترفع عينيها فتبتسم ابتسامة البخلاء ثم تلوح بيدها اليسرى .......
هكذا هي يسارية منذ عرفها وتزوجها....................................

22/2/2010


نهلة فراج

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

إنذار..............................

إنذار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
...................................
تمر علينا الأحداث متتالية ......حبات عقد ملفوف حول أرواحنا لا يكاد يمر حدث حتى يلاحقه أخر تاركاً نتوء كلٌ حسب قوته.
لكن حدث اليوم هو الأول من نوعه .......نهاية مرحلة وبداية أخرى
أول ما تبادر إلى ذهني سؤال (عمرك فيما أفنيته؟)
يجري بنا العمر غير عابئين بثقل السنين وما نحمله على أعناقنا
وتأتي اللحظة التي تستوقفك إلى أين ؟ماذا أنجزت ؟ ماذا بعد ؟
كيف سنرد على السؤال المعد لكل البشر ؟؟

اكتشافي لأول شعرة بيضاء .......يا الله ....لم تمهلني كي أعيش كدبة العمر الطويل ......منذ اللحظة اختبأت خلف عبوس المودع، عبوس الوقت المنفلت من بين أصابعنا
نقف لنتأمل ......لن نستطيع الهروب بالصبغة الخافية لشيب الشعر من شيب الروح والأماني التي غازلناها جدائل لنحقق ما أملنا فيه سنوات لنكتشف زيف الكثير منها وسخافة المتبقي .
أحياناً يمضي العمر ونحن نركض خلف ما نتوهم أنه رسالة وعندما ندركها نجد أنفسنا أجهضنا أغلى السنين على وهم خادع وعند الوقفة التي بالتأكيد يقفها الكثير عند ظهور احتراق السنين ليظهر الشيب جلياً فتأتي الوعكة التي تلزمنا الفراش أو الحفيد وأولى خطواته منادياً جدوا تيتة
لنقف لنقيَم مافات وما تبقى
نعمة من الله عز وجل أن أمد الله في العمر حتى نرى الشيب الذي ينطق وينادي هلم إلى الله أفق من الغفلة .
هناك ينادي قبر موحش مظلم بارد هنا المقام ، هنا إما حفرة من نار أو روضة من الجنان
نقيَم صلواتنا وعباداتنا وتعاملاتنا وفيما ضيعنا وكيف نعوضه
ونبدأ في التفكير فيمن كانوا قبلنا ......عمروا الأرض واكتنزوا الغالي والثمين و شيدوا القصور أين هم الآن ؟؟في حفرة بين الدود والظلام والوحشة فارقوا الأحباب وغدوا ذكرى والمحظوظ من يذكره أحبابه في المناسبات
ندعو الله حسن الخاتمة وألا يؤاخذنا بذنوبنا
اللبيب من أدرك الحقيقة قبل فوات الأوان نتمنى أن نكون منهم
ولا نحتاج أكثر من شعرة بيضاء لتنذرنا أن القادم لا يحتمل الأخطاء
لنعتبر ........
أقولها لنفسي وحسب.................

16/2/2010

نهلة فراج

الأحد، 14 فبراير 2010

ضحية فالنتاين.............قصة قصيرة



ضحية فالنتاين
....................................
وقفت في باحة الجامعة تبحث من حولها على إحدى صديقاتها ،وكلما وقع نظرها على إحداها وجدتها بصحبة من يحمل لها كيساً أحمر به هدية تنفشه وبيدها باقة ورد حمراء فتشيح بنظرها باحثة مرة أخرى عن صديقة خالية من الصحبة.......
دارت الدنيا بها من كثرة ما دارت عينيها بين جدران من ضباب وتتساءل ما الذي جعلها تنزل من بيتها في هذا اليوم؟.
منذ استقلت الحافلة من أمام منزلها وهي ترى اللون الأحمر طغى على ألوان الحياة،الجميع يرتدون الأحمر حتى الرجال يتلفحون بالكوفية الحمراء ومنهم من ارتدى حذاء الرياضة أحمر وجارتها العجوز ارتدت معطفاً أحمر وربطت حول عنقها شالاً من الحرير الوردي.
يا الله...............ماذا حدث لهذا اليوم كيف فعل القديس فالنتاين هذا بالناس
أم يا ترى هم العطشى ليوم يعلنون فيه حاجتهم إلى الحب وإعلانه بهذه الطريقة الفظة
ألا يوجد في هذا العالم رجلاً واحداً يحمل وردةً واحدةً لي في هذا اليوم الأسود أقصد الأحمر
وحتى وصولها إلى الجامعة ولم يسقط نظرها على من يشبهها حالاً.
حاولت الجلوس في أي مكان خشية السقوط، اقتربت من مقعد يجلس عليه ثنائي يحتفلان بعيد القديس الهالك وبينهما دب أحمر ملفوف بالتُل المرقط بالأبيض والأحمر.
اختلست النظر إليهما فوجدت الشاب يمسك بوردة حمراء حائرة في يديه يهمس بكلمات ثم يداعب يديها بالوردة وهي تخبئ علبة حمراء في يديها كل برهة تمدها إليه ثم تعود بها مرة أخرى...............
يا الله لقد مللت هذا المنظر أو لعلي اشتقت إليه حتى الدببة آبت ألا تكون لي يوماً.
وقفت عازمة على العودة إلى منزلها لم يكن لها أن تغادره في هذا اليوم.
أدارت ظهرها لأسوار الجامعة ولزملائها وزميلاتها ،
وقفت على باب الجامعة تحاول أن تستقل سيارة أجرة خوفاً من الحافلة وما تجده فيها من شبح القديس
وبعد فترة ليست قليلة وقفت أمامها سيارة أجرة يجلس في المقعد الخلفي القديس فالنتاين بذاته اثنان يغطيهما اللون الأحمر والملابس والهدايا والورود و الأكياس والعطر الفج
وبعد تردد لم يطل أكثر من ثواني معدودة ارتمت بجوار السائق ورحلت بردائها الأسود

تمت
14/2/2010
نهلة فراج

الوداع الأخير.................قصة قصيرة


الوداع الأخير
وقفت بين جموع المسافرين تلتقط من الذاكرة مشاهد تريد الإمساك بها
حتى لا تضيع في رحمة العمر الآتي،حتى رأته قادماً بصحبة صديقه ارتجفت يداها
وتشتت نظراتها تقدمت بضع خطوات فأكمل هو الباقي
وفجأة ساد الفراغ المكان لم تسمع غير دقات قلبها المتلاحقة
وصمت السنين وأنين الذكريات يطن في أذنيها
أمسك بيدها فازداد الأمر اشتعالاً عندما التقت عيناهما.
أقسمت لأبدل العمر كله بساعة أقفها هنا
بجوارك ينظر إليها وحزن العالم يقطر من عينيه
لم أخبرك لأني أضعف من لحظة وداعك، لن أعيش هنا وأراك مع رجل آخر
الهجرة هي ملاذي الأخير.......تصمت وتوقف نظرها على يديهما المتعانقين
وقد غرق وجهها الجميل بدموع تعلن لكل من حولهما أنه الوداع الأخير
يقترب صديقه مقتحماً عالم الصمت بينهما قائلاً لقد نودي على الرحلة مرتان
وهذا النداء الأخير.خارت قواهما ولم يعد يحتمل الوقت المزيد
سحبه صديقه من ذراعه ، متثاقلاً جرَ حقيبته حتى توارى عن نظرها
ظلت شاردة يقفز إلى رأسها السؤال الذي لا يتوقف
لما تقابلنا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!

تمت



13/2/2010


نهلة فراج

الأحد، 7 فبراير 2010



------------------------------
هذه ليلتي
..............................
..............................
هي.....تخطت عامها السادس والثلاثون تتسم بجمالها الهادئ،ثقتها بنفسها تجعلها لا تلقي بالاً لحديث الجارات عن عدم زواجها حتى الآن رغم جمالها ونجاحها، كل بضعة أشهر تأتي أختها بعريس وتتم المقابلة وهي عازمة ألا تتزوج بغير رجل يختطف قلبها وبعد المقابلة يتم الرفض وعلى أختها تدبر الأسباب.

هو.......أتم عقده الرابع حاصل على دكتوراه في جراحة الأعصاب ،لم يدري كيف مرَ به العمر ولم يتزوج ألأنه لم يقابل فتاة أحلامه أم لأن الفكرة لم تأتي على باله وهو منهمك في دراسته وأبحاثه.
لكنه وبعد وصوله لهذا العمر لا يبحث عن مجرد زوجة ،هو يريد إنسانة تحتل قلبه وتقيم داخل شواغر نفسه ،تلح عليه والدته بأن لم يعد في العمر قدر ما مضى فتأتي بصور الفاتنات ما تصر أحياناً على إجراء المقابلة وتنتهي كل مرة بالرفض وتتولى الأم تدبر الأسباب

اليوم...............هي تستعد لأستقبال عريس جديد وبكل فتور ترتدي ثيابها وتسدل شعرها وهي تستمع إلى أحد أغاني أم كلثوم التي لا تفارقها

هو.........يستعد للذهاب مع والدته لإجراء مقابلة عروس جديدة وبكل فتور العادة إرتدى ثيابه ووضع نظارته على وجهه وتوجه إلى بيت العروس وبيده سلة ورود أعتاد شرائها في كل مرة
دخل العريس مع والدته بعد تلقيهما ترحيباً مبالغاً من أخت العروس
ما إن تدخل هي الغرفة............................
تحتبس الكلمات داخل الأفواه ، ينثر النصيب عطر الهوى ، يغالب الشوق راحتي اليدان، تحتضن النظرات قسمات الأوجه ، تتعالى دفقات الدماء وتتسارع النبضات وترتعش الأقدام و تختلط الأنفاس ، يسود الصمت إلا من صوت عذب يتسلل من خارج الغرفة (هذه ليلتي وحلم حياتي)

تمت
7 / 2 / 2010

الجمعة، 5 فبراير 2010

الخيانة



خيانة
......................







اخترقت الخيانة جدران الصمت
لوثت بعنف آنين الصبر
على أرض جرداء جلست تكفكف دموعها
يحترق الهواء حين يلامس وجنتيها
تطرد الذكريات
كالوحش يتنمر على أحشائها
تتخبط بين حب تملكها وكره حطمها
تفتش بين أيام عمرها
عن يوم عاشته لنفسها
يعتصرها الندم ويلقيها هامدة
تأبى الموت على أرض شقائها
تختبئ بين ذراعيها
تحوى رأسها بين كفيها
قهر ......لو .......ينساب فى دمائها
تشعر بالسماء تقع على رأسها
دخان تبغه يملئ صدرها
تكاد لا ترى !!!!!!!
وهل يرى الأعمى وجهه فى المرآه؟؟
تدور عيناها فى مدارات السنين
خط الغفران تخطته مع آهات الأنين
يبكى متوسلاً ..........ذلات المشيب
انها القشة لظهر البعير
تشيح بوجهها عن وجه مرير
أستقى الشباب من عمر أسير
كالذئب من بين الحطام يثور
أنقضت على الليالى السود
بخنجر الغدر كما تدين تدان
القت زهرة العمر
خلف دخان تبغه
نفضت رماد القبر عن جسدها الهزيل
أرتدت أجمل الثياب
تعطرت بأغلى العطور
أغلقت خلفها باب موصود
وتهيأت لأول عابر سبيل ...............










15/12/2009


الغربة


2010

الغربة

........................................

ملأت فراغ الذاكرة ببهجة عصفور الفينيق،يعاود التغريدعلى أرصفة الغربة،

يقترن بدفء الشمس الموغلة فى عظامي

فيسري فى جسد الحنين رعشة البقاء،

خبز وماء وموضع قدم،

فراش من قش وعين قرير،

غدا يبتل الهواء فينهل من موج العطش،

يغسل أرصفة وموانئ السفر،

يحمل معه حقائب الأنس وأرواح شنقت

تحت عجلات الدرهم والدينار،

ثغر باسم وعين مكتحل،

وذراعاه جناحان يهيم طائراً فى سماء جرداء

لا شمس فيها ولا قمر،

حتى الحمائم هجرت الأعشاش ،

كيف تغدق الأرض العطشى؟؟

لا تبتهل للموانئ فقد كفرت بالعائدين

أحمل جناحاك المتعبان اِلى سماء تظلك

وأرض تحضن ظلك

عد من ميناء الحرمان

واسلك طرق الورد وأرصفة الود

أنشد بصوت بح النداء

( على بلد المحبوب ودينى زاد وجدى والبعد كاويني)

هناك العنب على ضفاف الرضا

مذاق النبيذ يسكر المقل

أبواب مفتحة ونوافذ شرعت

شجرة التوت العتيقة تحرس رأس الطريق

طفولة الخيال تتسلق الأغصان

تهز الغصن فتحمل الأثواب الحصاد

أيام كانت............أيام رحلت.............

غريب جاء............. غريب رحل.............

نعناع الشاي لم يعد يناديني

نسمة الصباح تشاكس همي

وجوه ولغات طرق وأشارات

أطعمت الغربة نفسي وما حوت

حتى قوارب العودة أحرقت

والقراصنة فى البحر أهلكهم الضجر

انه الحلم القابع بين السماء والارض

أفرد جناحاك واسبح هناك

فى أعماق الضباب تتلاشى الأمانى الزائفة

شبح الرفاه قابع على انفاسنا

لن يطيل المال أعمارنا

لنبحث عن ميناء العودة

.....

......

........

عودة الروح للروح

......

.......

........

فكل الأرض أرض

وكل السماء سماء