الأربعاء، 9 يونيو 2010

عزازيل أوكتافيا ....

عزازيل أوكتافيا

____________________________________


وصل الى الرق العاشر من رواية عزازيل وقد تمكنت منه الشخصيات والاحداث .
متوجسا يقرأ بضعة أسطر ثم يدور بعينيه فى الغرفة ليكمل قرائته حتى وصل إلى هبة أهل الكنيسة وتفرقهم فى الشوارع ليظهر أحدهم وهو يصيح ليجمع الناس على هيباتيا
تتعالى رجفاته ويتصبب عرقا حين ترتمي أوكتافيا على جسد أستاذة الأساتذة العالمة هيباتيا لتحميها من فلول الغاضبين المتوحشين لتقتل وهى تصيح منادية للأله سيراييس أمام عينى الراهب هيبا غارقة فى دمائها
يلقى الكتاب من يديه وهو يرتعد وتقف فى عينيه دمعة حجبت رؤيته لفضاء
الغرفة لينتفض من لمسة على كتفه الايسر
همس الكلام يشوش على سمعه حتى يهدئ من نفسه محملقا بعينيه ليتبين مايحدث
حوله ،يدخل رقبته بين كتفيه خافضا رأسه ليلمس ذقنه شعر صدره زاما شفتيه نافخا أنفه ماذا بك ؟؟ !!!! هى قصة .....كلمات على الورق كيف بك لو رأيتها بأم عينك؟
يقف شعر رأسه ويقشعر بدنه ويصبح كالقنفد
من ؟؟؟؟ من يحدثنى ؟؟؟
أنا عزازيل !!!!!ألا تعرفنى ؟؟؟
أنا الذى لولاى ما قرأت ولا عرفت ما تعرف
يبدأ استيعاب الأمر شيئا فشيئا حتى يهدأ تماما تماما........
ليعود فيمسك بالرواية بكلتا يديه لينظر من حوله مرة أخرى
متحدثا ل.....ألا أراك ....؟؟؟؟أأسمعك فقط ؟؟؟؟ كيف أتحدث إليك ولا أراك؟؟
أكنت وهيبا تتحدثان دون أن يراك ؟؟؟؟.........بعد لحظات ............
هذا الراهب المحظوظ قضى مع أوكتافيا ثلاثة أيام فى الجنة تنعم بما لم يتنعم به راهب فى حياته
لكن أكنت أنت من أحضر إليه هذه الهدية ؟؟؟؟؟
أأنت من أشعل الشهوة فى جسد الراهب ؟؟؟؟
ينتبه ...........ليجد نفسه يتحدث من دون ان يرد عليه أحد فيعلو صوته
أين أنت ألا ترد علي ؟؟؟؟
يرد من خلفه بنفس الهمس أمراً أياه أقرأ ...أقرأ وانت تعلم بقية الحكاية
يفتح الكتاب بعصبية المأمور ليكمل مشهد سحل هيباتيا فى شوارع الاسكندرية التى شرح بلاطها جسدها الجميل حتى أدماه كليا ....
يقرأ الكلمات حين مدت يدها لتكاد تلمس أصابع الراهب هيبا تتوسله المساعدة
ليجرها جموع الناس بعيدة عنه وهو ينظر إليها لا يستطيع فعل شئ.....
يتعرق ثانية وينتفض ليضع يده اليسرى على عينيه .....كيف لمدينة النور فعل هكذا بعالمة ؟؟؟كيف للرجال ....؟؟؟؟ أه أه تكاد رأسي تنفجر......
لا أحب هذه الاسطر .......لكم أستمتعت بأسطر أوكتافيا فى قصر العجوز.....
لكم أحببت شقاوتها وخفتها لكم عشقت قميصها الابيض والأزرق لكم أشتقت للمفرش الذي تفرشه على أرضية الغرفة وتضع عليه أصناف الطعام الشهي لكم أحببت أشتهائها وثوراتها
ليهمس بصوته الخافت أقرأ ....أقرأ لتعلم بقية الحكاية
ماذا بك ؟؟؟ إليك عنى ......
كنت هناك تأمره بالكتابة والان أنت هنا تأمرنى بالقراءة !!!!
كم تمنيت أنثى مثل أوكتافيا تدللنى وتحملنى من بين همومي أنثى لها جمال أوكتافيا وجرأتها أنثى تخرج الرجل الحبيس بداخلى أنثى لها قصر يطل على البحر حتى لو كانت خادمة فيه انثى تراودنى فأنصاع ....
على درجات السلم أو فى قبو مظلم أو فى كهف رطب
يالهذا الاحمق الذى صرح لها بأمره.....لو كنت مكانه لمسحت عقلى لأدرك ما تدركه هي وأقول ما تحب سماعه هي وأعبد ماتعبد هي
هامسا ...أكمل مابدأت وأقرأ ...اقرأ لتعلم بقية الحكاية
يمسك الرواية وهو يتنهد متحسرا على حاله فى هذه الغرفة الضيقة العفنة وسط هذا الضجيج الذي لا يهدأ والكتب التى تكاد تقبض على أنفاسه
خرج الراهب هيبا من باب غير الذى دخل منه ثلاث سنوات عاشها فى الاسكندرية
يقرأ ويقرأ ليعلم انه غير أسمه ليطلق على نفسه لقب هيبا وهو نصف أسم هيباتيا من فرط حبه لها وانبهاره بعلمها وجمالها ونهايتها الشنعاء
يضحك قليلا منه حين رآها أول مرة وتمنى لو أنها اتخذته إبنا لها أو أخا أصغر أو حتى أحبته أه لو كانت أحبته هذه العالمة لكانت تغيرت حياته كليا ......
يتوقف عن القراءة ويسرح بخياله متذكرا إحدى أمسيات الصيف الماضي عندما اجتمع عدد من أصدقائه فى شقة مفروشة بالاسكندرية لقضاء يومين قرب البحر
هذه المدينة الساحرة ورائحة بحرها وأضوائها ونسائها وسمكها ..........
بعد بزوغ الفجر بدقائق كان جالسا ينفث سيجارته فى شرفة تمتلئ بأجساد النيام من أصدقائه هربا من حر الداخل وسخونة الاسرة
حتى أرعبه منظرا لحوريات يخرجن من الماء أربعة فتيات يتسابقن على الشاطئ تتلألأ أعينهن وترن ضحكاتهن
يسرقن سويعات من الليل ليسبحن بعيدا عن أعين المتطفلين .....
أنهن خرجن لي كما خرجت أنت ........يرد هامسا أنا لا أخرج لك أنا منك وفيك ......ألن تقرأ ....؟؟؟ قم وأقرأ ...اقرأ حتى تعلم بقية الحكاية
يعاود الامساك بالرواية ولايدرى أسحر الاسكندرية هو ما أصابه أم سيرة أوكتافيا أم ذكرياته مع الحوريات الاربع التى سكنت فى اذنيه ضحكاتهن حتى كاد ان يسمعهن الان ......انهن نساء الاسكندرية أعلم مالهن من سحر لقد تذكرت كيف انى حدثت اصدقائي عن كيفية البحث عن عمل والاقامة هناك
أتكون الجنة ؟؟؟!!!
محدثا أياه بصوت خافت يرد عليه قائلا
أقرأ ....اقرأ ....حتى تعلم بقية الحكاية
يفتح الرواية وينغمس فى قرائتها حتى يسمع طرق الباب ليقوم ويفتح
فإذا بها هى بثوبها الابيض وسلتها الممتلئة بالطعام...
أنتهت________________