الثلاثاء، 26 يناير 2010



قصة قصيرة أجمل لحظات العمر


وقفت تنتظر القطار وهى ترتجف خوفا وفرحا تحاول اظهار ثقتها بنفسهاتخبئ قلقها وتنظر لمن حولها نظرة ثابتة.
ترتدى ثيابا أنتقتها بعناية تظهرها أصغر سنا وغير متكلفة ,
أقتربت من بائع الصحف وتجولت بين المجلات والصحف حتى مدت يدها وأمسكت بجريدة معارضة تقرأها من آن الى أخر ثم وضعتها داخل كيس تحمله فى يديها
وبعد لحظات قليلة أعلن فى مكبر الصوت وصول القطار فارتعشت يديها وأحست ببرودة تسرى فى أوصالها وحدثت نفسها "هذه آخر فرصة للتراجع أذهب اليه أم أرجع الى بيتى وأولادى"
تداركت نفسها مسرعة واذا بها تسرع الخطى نحو القطار حتى لا تعيد التفكير مرة أخرى
لقد فكرت كثيرا حتى أعلن قولونها الحرب عليها فكانت كلما شردت وسرحت بخيالها فى هذا اللقاء أرتعدت خوفا من نفسها وصرخ ضميرها ( لقد عشت دوما الزوجة الوفية ماذا تفعلين بعد هذا العمر؟
وتدخل فى سجال مع نفسها ينتهى دائما بصرخة من قولونها فتهرب وهى غير مرتاحة ! لن يشفع لها أنها تبحث عن هذا الشعور طيلة حياتها ؛ لن يشفع لها زواجها التقليدى وحياتها الرتيبة
تجلس على مقعدها وتحاول طرد فكرة التراجع من رأسها فتمسك هاتفها وتبحث عن رقمه .......يرن فتتصاعد دقات قلبها ويرد "صباح الخير
فتتسارع دقات قلبها أكثر وأكثر وتتورد وجنتيها وترتفع حرارتها .....لهذا تعشقه لهذا تناست كل ما يحول بينها وبينه دينها ضميرها تربيتها زوجها أولادها زوجته وأولاده
ردت /صباح النور صحيتك؟
لا أبدا
ركبتى؟
أيوة لسة متحرك من المحطة حالا
هكون فى أنتظارك
أسفة لأزعاجك
ماتقوليش كدةأهلا بيكى
أغلقت وقد بدأ شريط الذكريات يعرض فى خيالها
كان زميلا لها من أيام الجامعة أحبته وأحبها عاشا معا لحظات جميلة حتى تخرجا ثم سافر وطال غيابه وانقطعت أخباره ففكرت ككل الفتيات العمر يجرى وفرص الزواج تقل كلما مر عام ثم آخر فتقدم لها زوجها الحالى ولم يكن به مايعيب فتزوجته وعاشا معا وأنجبا بنتا وولدا وبعد مرور السنين كانت تحضر مؤتمرا مندوبة عن شركتها التى تعمل بها فاذا به أمامها فى أجمل لحظة من لحظات العمر بعد كل هذه السنين مازال كما هو وجه صبوح ابتسامة تذيب الجليد ممشوق القوام يرتدى أجمل الثياب وأبسطها
تحدثا معا حديثا مقتضبا تبادلا بعدها أرقام هاتفيهما ومن يومها لم تنقطع المكالمات بينهما
حتى أعلن فى الشركة التى تعمل بها عن مؤتمر سيعقد فى بلدته فقررت السفر لتراه وهاهى الآن فى طريقها اليه تحمل معها هدية صنعتها له بيديها تخرجها من الحقيبة وتداعبها بيديها ثم ترجعها الى مكانها
تخرج الصحيفة وتحاول قراءتها ولكنها عاجزة عن التركيز تظل ممسكة بها متظاهرة بقرائتها ثم تجول بنظرها فى عربة القطار لم تقع عينيها على شئ يستطيع أخراجها من شرودها
حتى سمعت راكبا بجوارها يسأل عن ميعاد وصول القطار الى المحطة
يزداد التوتر وتخرج زجاجة العطر من حقيبتها وتنثره على ملابسها تهندم ثيابها وتحاول السيطرة على مشاعرها لكن هيهات.........يقف القطار وتهم واقفة تعجز قدميها على حملها وبسرعة وقوة تحسد عليها تمالكت نفسها وأخذت نفسا عميقا وأنتصبت قامتها ونزلت من القطار ومظهرها يوحى بالثقة الشديدة فى النفس
جالت بنظرها فى أنحاء المحطة حتى رأته مقبلا عليها مبتسما ابتسامة أذهبت ما تبقى لها من عقل
مد يده لمصافحتها فسارعت اليه بيدها تصافحا وتبادلا كلمات لا تدرى ماذا قال ولا ماذا قالت
وبعد خطوات معدودة تلامست يديهما فالتقط يدها ممسكا بها فارتعدت وكاد قلبها يقف وتمنت لو يقف الزمن هنا
أحاسيس ومشاعر يعجز فطاحل الشعراء عن وصفها والتعبير عنها
أجمل لحظات العمر تمر بها الآن ولا تستطيع الأمساك بها
وصلا الى السيارة وفتح لها الباب جلست جواره وكأنها فى حلم جميل تخشى أن تستيقظ منه تنظر اليه وهى غير مصدقة لما يحدث
لقد ماتت هذه المشاعر منذ زمن بعيد أو هكذا ظنت
تختلط الأحاسيس هنا ما زال ممسكا يدها .....الفرح والذهول تأنيب الضمير ولكن ....... النظرة فى عينى حبيبها تنسيها الدنيا وما فيها
تذكرت الهدية فأخرجتها وأعطتها اليه قائلة لقد صنعتها بنفسى لك
أمسكها بيديه وأخذ يمتدحها لكنها لم ترتاح لقسمات وجهه وتظاهرت بالغباء أدركت أنه يخشى من رد فعل زوجته
وله الحق فهى زوجة أيضا
بدأ المؤتمر وتلاحقت أحداثه وهى تختلس النظرات الى رجلها مر الوقت كالبرق
أنتهى اليوم الجميل وهى تنظر الى ساعتها
زمنا مر ولا أمل فى عودته
أصطحبها الى سيارته ووصلا الى المحطة دون كلمة واحدة وفى صمت أبلغ من كل الكلمات وقفا أمام القطار وهى تحاول التعبير عن سعادتها فى هذا اليوم وتطلب منه زيارة مدينتها هو وزوجته وأولاده
مرة أخرى تحاول اظهار تماسكها وقوتها وهى بداخلها تخور قواها وتتزلزل أحشائها ويستغيث قولونها
تمد يدها لتصافحه وقد ظهر عليها ما حاولت أن تكتمه طيلة اليوم ترتعش يدها بين يديه وتنطق بما لم تفكر به
لم يمت حبى لك يوما
أعلنتها له رغما عنها صعدت للقطار ودموعها تغلى على وجنتيها


جلست على مقعدها وهى عازمة على الخروج مما أدخلت نفسها به
نعم العمر لا نحياه غير مرة واحدة لكن هذا لا يعطيها الحق فى السرقة والخيانة




كتبته / نهلة فراج ه

أحن لحضن أمى

أحن لصوت أمى

أحن لدعوات أمى



أبكى شوقا لرعايتها


أموت قلقا على سلامتها


عاشت كالنحلة بيننا


أسقتنا الشهد بكفيها


ربتنا صغارا


وحمتنا كبارا



أطعمتنا الحب خبزا


حوتنا بحكمة الملوك



احتملتنا فى أشد الكروب


على صدرها كم بكيت



وبكل أسرارى رويت



تحمل هموم العالم على أكتافها



فتسمعها فجرا تناجى ربها


اللهم لك الحمد



بقلم نهلة فراج

تجلس فى شرفتها وبين يديهافنجان من القهوة ترتشف منه بين الحين والاخر وهى ناظرة الى أبعد حدود مابقى لها من مساحة بعد تكدس المبانى الشاهقة حولهاتحاول الخروج من نفسها ولو قليلا
الأنسلاخ من الذات ما هو الا حديث مفترى
تجاهد نفسها محاولة ألا تفكر فى الغد ؛ نظرت الى أحواض الزرع بجوارها فوجدتها يابسة فقامت على الفور وأسقته ثم تجلس على مقعدهاوتمسك رأسها بيديهاضاغطة عليهاعلها توقفها
تتجول فى أنحاء منزلها متأملة جدرانه والصمت يلف المكان الى متى يمكن لها أن تتحمل هذه الوحدة التى فرضتها على نفسها ؛فهى جميلة تعدت الرابعة والثلاثين ولم تتزوج بعد تقدم لها
العديد من الشباب وتدريجيا لم يعد من يطرق بابها فقط ذهبت نضارتها بلا رجعة
هكذا قال لها أخوتها سيأتى يوما تندمين فيه حيث لا ينفع الندم
وهى قابعة تنتظر من تركها منذ سبع سنوات ليكمل دراسته فى أوروبا وحتى الان لم يعد ولم يأت منه خبر يطمأنها أنه مازال على العهد وفى رأسها تدور ألف وألف فكرة
ماذا لو قابل زميلة وتحابا وتزوجا ؟
ماذا لو ضعف أمام جمال الشقراوات ؟
ماذا لو أحتوته احدى الفتيات الصغيرات؟
وحتى لو عاد بعد كل هذه السنين خاليا.........لن يجدنى كما كنت فقد أهديته شبابى وأجمل سنون عمرى دون أن يعلم ...سقطت أوراقى وذبلت وهو غائب
قامت الى مرآتها متثاقلة تتحسس وجهها ويديها ترتجفان كانت أمها رحمها الله هى من تغازلها وتتغنى بملامحها وتقول لها أنتى الوحيدة من بين أخواتك التى ورثت جمالى ودقة ملامحى فكانت تعطيها الثقة فى نفسها أما الان فقد أرهقتها الوحدة وأعيتها الذكريات وبدأت التجاعيد تزحف الى وجهها وهى تصبر نفسها بأنه عائد وستحيا معه بقية العمر ويعوضها سنين الأنتظار
وأثناء حديثها مع نفسها يرن جرس الباب وتدخل أختها الصغرى المتزوجة منذ أعوام تأتى بين الحين والاخر لتطمئن على أختها
تجلس بالقرب منها وتسألها عن أحوالها وعلى لسانها حديثا مترددا فتلاحظ ما بأختها من حيرة
فتسألها ماذا تحملين من أخبار سيئة ؟؟؟؟
فتتوتر أختها وتلقى ماعندها مسرعة رأيت بالأمس صديقا لزوجى أتى منذ أيام لمصر ومعه زوجته وولديه أتدرين من هذا الرجل ؟؟؟؟؟؟
فردت وهى ناكرة لما ذهب اليه خيالها وبما مهدت أختها من توتر وتردد
هو حسام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأومأت أختها برأسها فخارت قواها ودارت الدنيا بها وغاصت قدميها فى الأرض أرتجفت أطرافها ولم تستطع الصمود واقفة فأرتمت على أريكتها
ضاع الحلم ضاع العمر
أسودت الدنيا فى عينيها شحب وجهها فأدركت أختها هول ما بها فاستدركت قائلة أتدرين منذ متى تزوج منذ ست سنوات انه انسان لا يستحق أن تحزنى عليه هو من خسر ستتزوجين الأحسن وظلت تتحدث وتتحدث دون توقف وهى لا تستمع الا الى نفسها قائلة هو لى ولن يكون لغيرى

لولا الكبرياء ..لصرخت باسمه

لولا الكبرياء..لجثوت عند بابه
لولا الكبرياء ..لذكرته بوعوده

لولا الكبرياء..لأقررت بغدره
وشفيت منه ومحوت ذكراه
وأدركت غبائى فبكيت حتى أغتسلت من أتراحه

الان بدأت ......الان



بقلم نهلة فراج


ولسة بخير يامصر
تلف العالم شرق وغرب
تشوف عالم .........تسرق وتخطف وتهرب
ويخلص المسروق
ويتوب السارق
الا فيكى يامصر
يسرقوا يسرقوا
ينهبوا يخطفوا يهربوا
ولسة الخير ماليكى يامصر
تلف العالم شرق وغرب
تشوف عالم ........تتعب وتزهق وتمل
الا فيكى يامصر
سماهم الله خير أجناد الأرض
وهو أعلم بكل الخلق
فيكى الغنى وفيكى الفقير
فيكى بورتو وأبو خروف
والكل عايشين فيكى يامصر
شيخ الغفر وشيخ المنصر ...........جيران
بس فيكى يامصر
يجينا الغالى ودود وحنون
وبعد شوية يقلب فرعون
ويورينا فى الغم فنون
الله عليكى يامصر
يحكيلك الواحد هموم وتلال
تشيله وتحطه تهد جبال
وتقوله أزاىيقولك
ياما دقت على الراس طبول
بس فيكى يامصر
تقول كفاية ........................تهون
تقول حرام........................تكون
تحت الأرض مدفون
تقول الله عليك .................تمون
أطاول علينا الشرق والغرب
وقاعدين نقول احنا اللى كنا وكنا
وأحنا فى الحقيقة هنا
حتى على الخنازير

........بقلم ....نهلة فراج...

عمرة فى زمن الوباء
هى أمرأة خمرية ممتلئة فى أواسط العقد السابع من العمر
ترتدى ثيابا بيضاء حيكت بعناية لتليق بهذه المناسبةالتى لا تتكرر كثيرا
تعتلى قسمات وجهها حدة ونظرات عينيها جرأة
وبرغم سنوات عمرها المديد الا انها تسير بثبات غير منحنية تعرف حين تراها انها كانت ممن يحملن البلاص على رؤوسهن فى ريف مصر
تمشى وسط الجموع حول الكعبة غير عابئة بالزحام ولا بتدافع الأكتاف والأيدى . ترفع يديها بالدعاء وقد تدلت منها سبحة جديدة تمسكها بأصابع مخضبة بالحناءالزاهية
تدعو الله بصوت يكاد يكون مسموعا من الملأ من حولها غير مبالية من يسمع وماذا يسمع فهذا الحديث بينها وبين ربها
تدعو بنفس منكسرة ......يارب سامحنى ان كنت عملت حاجة كدة ولا كدة
أنت عالم بنيتى يارب عمرى ما عملت حاجة تغضبك دة أنا بصلى كل يوم وعمرى ما أكلت حج حد أبدا والبت زهيرة سامحنى يارب هى اللى ما رضيتش تجصر الجلابية وفضلت تجول لازمن الجلابية تكون طويلة تغطى رجلك وأنتى بتصلى فى الحرم قمت أنا زعلت منها وحلفت مانا عطياها أجرتها سامحنى يارب أنت عالم بنيتى أنا كنت هديها أجرتها لولا
هى اللى زعلتنى
سامحنى يارب ان كنت يعنى بعمل شوية حاجات كدة مع سمية ماهى لازم تزهج وتمشى الجوازة دى ماكانتش لينا خالص أبنى لازم يتجوز بنت خاله علشان أرضى ترجعلى اللى أكلها عليا أخويا الله لا يسامحه بعد موت أبويا
وجال البنات مالهومش أرض عندنا
يعلو وجهها اصرار على ما عزمت النية عليه فتنزل يديها وتهيئ غطاء رأسها وتحرك حبات السبحة بين أصابعها ثم تنظر الى الكبة وتستطردقائلة يا سبحان الله الناس كلها منى عينها تشوف الكعبة وتملى عينها منها
أنا عارفة يارب انك بتحبنى علشان كدة سمعت دوعايا الحمد لله الحمد لله
ثم تنظر بزهو لمن حولها وكأنها أخذت صك الرضا من الله دون كل هؤلاء البشر وترفع يديها مرة أخرى وتعلو وجهها مرة أخرى نظرة الأنكسار ذاتها قائلة يارب سامحنى لو كنت عملت حاجة كدة ولا كدة
والمنخل بتاع أم على اللى أخدته منها ونكرته فدة حجى هى أخدت منى
المنخل بتاعنا عمنول وجطعته وكان لازمن أخد حجى لما عرفت انها شرت منخل جديد قلت لابد أخده منها ودة حجى ....سامحنى يارب
ثم يظهر على وجهها كانها تذكرت شيئا فجأة وأخذت تلتف حولها باحثة بين الوجوه ثم تقول بصوت عالى وكأنها تحدث الناس من حولها هو راح فين الواد دة ؟؟؟؟هو طول عمره كدة هفضل أدور عليه طيب ياحسن تقولها وهى تتوعد له وما زالت تنظر خلفها لعلها تجده وسط حشود البشر المتلاحمة حول الكعبة وفجأة يشد جلبابها من الخلف رجلا فى العقد الثالث أو يزيد قليلا خمرى اللون له شارب أسود كثيف يدل على بيئة ريفية صارمة يلتف بحراميه وممسكا بيده هاتف جوال مازالت شاشته مضيئة
يبدو أنه كان فى حالة أتصال . تمسك بيده وتلقها بشدة من عليها وتقول له بكل صرامة أنت رحت فين ياولا ؟ حتى هنا بتزوغ منى ثم تنظر الى الهاتف وترى شاشته مضيئة فيلحظ ذلك فيحاول تخبئته ولكن بعد فوات الأوان فتمد يدها وتخطفه منه وتسأله مين كان بيكلمك ياولا ؟ هو دة وجته ياولا ؟ فيتلعثم حسن ويدفع أمه برفق للأمام ويقول لها يالله يااما بجة الناس
حتدوسنا فترد بحدة أكثر مين كان بيكلمك ياولا ؟ فرد حسن وهو ينظر بعيدا متحاشيا النظر الى عينيها دى سمية ياما بتطمن علينا
تستشيط غضبا وتقول بصوت عالى غير مبالية لمن حولها ولا بقدسية المكان الله يلعن سمية وأبو سمية هى البت دى مش هتسيبك فى حالك
فيرد حسن قبل أتمام كلامها يامة يامة مش كدة أحب على رجليكى أحنا فى الكعبة والناس سامعينا دى سمية يامة هى اللى دافعة تمن السفرية دى كلها دى مكافأتها اللى بتاخدها بعد ما عينها بتطلع فى الأمتحانات والتدريس طول السنة دة يامة بدل ما تدعيلها وأحنا فى البيت الطاهر دة فترد أم حسن بكل قوة وحدة أنت بتعايرنى ياولا هى متصلة بيك عشان كدة طب و واللهى و اللهى ماهى جاعدة على ذمتك يوم واحد كمان


أى وباء أشد فتكا بنا
وباء داخل نفوسنا
أم وباء تتناقله الطيور والخنازير
(( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))

بقلم نهلة فراج


اتى الشتاء
اتى الشتاء وهبت نسماته البارده
اتوسد وقطتي البيضاء تحت غطاء وثير
احملق في فضاء غرفتي الصغيره
فيأتينا صوت يداعب اسماعنا

اتسلل وقطتي الى النافذه
فأرى حبات المطر وحبات البرد
تتهادى على زجاج نافذتي
تتلألأ حبات المطر من تحتنا
وتلألأ النجوم من فوقنا
يا لها من ليله جميله
رائحه المطر تمتزج ورائحة البحر
عبير وعطر و نسمات
نجوم متلألأة وقمر يتوسط السماء
تخبئ قطتي رأسها في صدري
تتلمس دفئا حرمتها منه
حبات الثلج يتصاعد طرقها على نافذتي
تتوسلني ألا انام و اتركها
قطتي تلعق رقبتي تتوسلني الرجوع لمرقدنا الوثير
عطر الشتاء قد فاح عبيره
استنشقه فيعيدني طفله شغوفه
تركت قطتي لتعود تحت الغطاء
وسندت رأسي على زجاج شرفتي
امتع عيني بنعمة الخالق عاى الخلق
تروي الارض بماء عذب عطر
فينتشر العبير وتهتز الأغصان
تغتسل الشجيرات وتلمع
تنتعش ذاكرتي لأيام خلت
تمطر فأرتدي معطفي الأحمر و شالي المزركش
اصطنع آلاف الحجج لأخرج
اسير تحت المطر ووجهي للسماء
رذاذ امواج البحر و رذاذ السيارات على الطريق
اتلمس كل الأشياء بذاكرتي
اركض حينا واسير حينا
لا ألتفت حولي ولا أكترث لمن يراني
فهذا حال كل اهل البحر
عشقهم الماء من البحر آتى أم من السماء
يتسلل لأذني صوت عذب
يعيدني من رحلة الذكريات
الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا الله الا الله و أشهد أن محمد رسول الله
آذان الفجر بصوت رخيم
حتى هذا الصوت يعيدنى لطفولتى
نفس الصوت الهادئ الوديع
لقد ورث الأبن صوت أبيه
أستمتع بآذان يملؤنى بالسلام
أردد الآذان والمطر يشتد متحديا من ثقل نومه
أستيقظ فالصلاة خير من النوم


بقلم .....نهلة فراج

أتى الخريف

أتى الخريف.....وذبلت الأوراق وتطايرت
أصفرت الزهرات وتساقطت
يبست السيقان وتكسرت
أتى الخريف.....وفرغت الأشجار من ساكنيها
أتى الخريف ....وامتلئ الجسد وترهلت أوتاره
تجعدت الجفون وذبلت العيون


أتى الخريف......بشيب على خصلات لطالما تغنوا بها العشاق
أتى الخريف.....وتثاقلت الخطى وتهدلت الأكتاف
أرتسمت على الكفين خطوط لم يخطئ عاديها
أتى الخريف......فماتت الأمانى وتراجعت الخطط
تدثرت الأكتاف بشال من الصوف
وكانت فى يوم تزهو بتوردها فى صقيع الشتاء
أتى الخريف.......وأنحنى الظهر وتطأطأت الرأس
وقد كانت فى ربيعها محفلا لأبيات الشعراء
أتى الخريف ..... وأغلقت أبواب وما كان أكثر طارقيها
ندر الأصدقاء ..... وعز السؤال
أتى الخريف...... والى جوارى وصفات الأطبة
وفى ربيعى ....وردة فى كأس....
وشمعة تتراقص
خطابات الود والأشتياق تملئ أدراجى
ذهب الربيع تاركا ذكريات
تلفحنى بعبيرها الآخاذ
ذكريات عن حبيب طال هجره ....أنتقاما
من صدى لعشاقى
أتلمسه فى زرقة السماء.................
أتلمسه فى نغمات فيروزية .........ياقدس.......
أتلمسه فى صور أتوسدها ...........
أتلمسه فى عطر ناعم آخاذ...يملؤنى عبقه برونق الحياه
أتى الخريف........ ولم يبق لى غير قلم ووريقات
وعين تتوسل الرحيل






6/10/2009


بقلم /نهلة فراج
ياقدس ياجريح ..........صبرا
ففوق النخلات الباسقات
جنات وارفات
حول الأقصى وأزقة الخليل
أحفاد ياسين وأخوان الدرة
أخوات وفاء وأبناء الرنتيسى
قلوب رضعت الجهاد
مثلما رضعت الجوع والحصار
يتسلحون بالرباط .......فصبرا

يعتكف فى الأقصى رجال
أو ما تبقى من أمة النيام
يفترشون أرضا
سجد عليها الأنبياء
خلف خير الآنام

ياقدس ياجريح ........صبرا


فى غزة المكلومة
ملاحم يسطرها التاريخ
يرقص أبناء صهيون
على أجساد نساء وبطون
لم يدخلها طعام من شهور
تسيل دمائهم مسك وعنبر

ياقدس ياجريح .........صبرا


يعتم ليلا طويلا
وبعده نهار شمسه
تحرق ابن صهيون
يلعنون بن جوريون وشارون
يلقون بقنابل لم يعهدها بشر
أمتحان لأناس قهروا الجوع والعطش


لن يطول الصبر .....ياقدس

فالبركان ينفث الحمم
وفى فورانه زبد يضئ الأرض من تحت أقدامهم

ياقدس ياجريح ........صبرا
سيأتى يوم قريب
يهب النسل العجيب
من تحت الثرى المهيب
ويلقى حممه على أشباه الرجال
تراهم يلقون
العدد والعتاد
يرتعدون فى خنادق وأنفاق
أعدوها ليوم موقنون أنه آت

ياقدس ياجريح ........صبرا

فجر الجمعة
9/10/2009

بقلم / نهلة فراج


جبل وشلال وعشق







من سفح جبل يتهاوى


مرتطم بصخرات يتكسر لآلئ


يتهاوى منثورا على زهرات


مفتحة باستحياء العذارى


دموع جبل شقت الصخر أنهارا


تروى أشجار تصير مقاعد وأبوابا


لا يدرى المستريح على كتف من أستراحا



نبتت بدمع مفارق سال أنهر وشلالا


نستكين تحت ظلالها وكيفما شئنا المقاما


يعلو الجبل بطول هامته ونظل من تحته صغارا


نتسلق نقفز نغوص أعمق الأنهارا


وبعد كبد وعناء على سفحه النوم والراحا


نعطش فنغترف بأيدينا نجوع فنقطف الثمارا


نستلقى على ظهورنا فنرى النجوم عيونا



تراقبنا فنزداد شغفا بغموض ليالينا


تتماسك أيدينا ويشتعل الشوق بأعيننا


نسكب ذكريات ماضينا على أوراق أشجار تزاحمنا


رائحة شجر الليمون مع عطر الياسمينا


يمتزجان ليخبرانا أن السنوات الستين


أجمل أزمنة العشق وأروعها


نتهادى بخطواتنا على جبلنا العتيق


نحيط أشجاره بأيدينا على هذه حفرنا أسامينا




وعلى تلك ربطنا المناديلا


نهوى ومن منا غير عاشق


يهيم حالما بماء سلسبيلا


نرتوى فلا نظمأ ولا يأتى لطارينا


معا قضينا أربعون عاما وما زلنا مغرمينا



اختلطت دماؤنا فى أحفادنا


فكان الغرام يلهو أمامنا


وعلى أكتافنا وبين راحتينا


نأتى جبلنا فنرتشف من أشجارنا


أحلى وأجمل السنينا


فلا عجز آتانا


ولا انتهت أمانينا

تمت


بقلم / نهلة فراج

17/10/2009
السبت

أفترقنا كل فى طريق



وعزمنا أن لا تلاقيا



تعود فتغدو وتروح


لا حديث يشغفنا


ولا نظرة تلهينا


هموم بحنايا القلب تدمينا


ولا قسوة قلبك لحبك تنسينا



يساير العفو اناسا ليسوا منا ولا فينا



اهتدينا للرحيل بعدما أستحالت فى العيش أمانينا



لا تقل هكذا تواعدنا



ولا تقل هكذا دارت ليالينا



تعدو الأيام عدوا فتخطف العمر



ولا تلتفت يوما لتعزينا



عد............لنحيا اليوم



واترك الباقى لرب الكون بارينا



عد............لنوقظ القمر



ونرقص على دفوف تهانينا



عد............ليهدأ الشوق


ونصدح بأحلى أغانينا


عد.............فلا سبيل غير العودة



لنهدأ وتنام فى المهد مقالينا



لا تقل دواؤنا النسيان


فقد نسيت أسمى ومعه النسيان



وبقيت وبقى أسمك محفور فى كل مكان



أتذكر منذ الرحيل ؟؟؟


غادر القمر كل عنان



رحلت الطيور بلا عنوان


أصم السكون كل آذان


أقتسمنا الهم فأخذت كل الأحزان


منذ رحيلك ........أقسمت النسيان


فنسينى النسيان


وبقيت حياتى بلا ألوان


ياغريبا لما سلكت طريقنا



كان قفرا مظلما باردا موحشا


كأنه لم يكن به يوم حياه


هكذا كنا نعيش


وهكذا دار بنا الزمان


غفرت لك الهجر




ونسيت منك كل هوان


فعد.........فقد غزلت لك بردا


خيط من عشق وخيط من حنان


أدثرك به وأضعك بين الرمشين


لتكن معنا ولنا فى كل آوان



عد...........ولتكن تاجا على رؤوس العشاق



مرصعا بالود والوصل



آمرا مطاعا بكل أمتنان







السبت /24/10/2009



بقلم / نهلة فراج
ندى الياسمين




أدركنا الربيع
ألوان تتداخل
يتشح الكون رداء الهوى
تغفو الشمس
وينسج النسيم خيوطا
تتسلل الى ورود على جدارى العتيق
تدفئ السنابل
يغمر الهواء رحيق ورودى
يعتصر الياسمين قطرات الندى
قطرة قطرة ........تنحدر هائمة
تملئ الدنيا بعبق الحب
وريقات تتباهى بعذريتها
فجأة ............آفاقت الجدران
تبسمت خجلة...................
توارت سنوات وسنوات
آتاها ربيع الهوى
نفضت دثارها
تلونت ورودها
ضحكت .......فانتعشت فراشاتى
دارت وحطت على كل ورودى
زهرة زهرة ..........تفتحت
ندى الياسمين أبدل الجدار العتيق
على وقع أقدام الهوى
كل الأشياء تبدلت
غمر الكون أنغام فيروزية
بعدك على بالى .............
ياقمر الحلوين..............
يازهرة تشرين................
يادهب الغالى.................
بعدك على بالى
خيوط الشمس الخجلة
تتسلل بين وريقاتى العذارى
تعيد الحياه لأصابع جفت
أدندن مع فيروز
رغما عنى تثور أصابعى على آلتى الحزينة
يغزو الهواء نوافذى
حاملا نسمات تغلغلت بين شعيرات غرتى المهملة
أفقت من غفوتى..................
فاذا به حلم جميل
فى ليلة شتاء باردة



بقلم / نهلة فراج



 
أرواح الجماد

يستيقظ ويوقظ معه حفنة من الشياطين
مقتضب الجبين
رافعا حاجبا دون الآخر
نافخا أنفه
يلوى شفتيه
ناظرا شذرا الى أنحاء غرفته المبعثرة
كتب وأوراق وأقلام ...أحذية ملابس

يستعدون لاعلان الحرب عليه
كوب هنا وطبق هناك
وسادة على الأرض تنظر اليه كاظمة غيظها
مرآة لا يرى منها غير غيمة سوداء تعكس فوضاويته
تعلو الأتربة كل شئ حتى عيناه المعمصتين
كل مابالغرفة يتهامس
ساعة الصفر أقتربت
يتوعدون لهذا الكائن العابس
تشكو الوسادة من رائحة فمه العفنة
تشكو الأقلام من قلة بريها
يعلو صوت الورق
لم يكتب فكرة ولا كلمة لها قيمة
يهمهم الكوب للطبق
منذ أسبوع وتفل الشاى يغور داخلى
يجلس على حافة الفراش منتظرا ما سيحدث
صوت الهمهمات يثقب أذنيه
تجاعيد وجهه الغائرة تزداد من عبوسه
يحاول التسلل خارج الغرفة
يتعثر فى الوسادة فيشعر بكم الغيظ داخلها
تتسمر قدماه
تبرق عينيه ناظرة حوله تترقب الآتى
يشعر بشلل ينساب فى جسده
حتى التفكير طاله الشلل
لم يستطع التحرك ولسان حاله .....ماذا بعد..؟؟؟؟؟؟
فجأة يدوى فى الغرفة صوت المنبه الخرب
لم أضبطه منذ زمن
أيكون هذا الدوى صوت أعلان الحرب
قفزت فكرة جهنمية الى رأسه المشلول
فى جيبه علبة ثقاب
ببطء وحرص أخرج العلبة
أشعل الثقاب
قذف به نحو فراشه الثائر
أشتعل الفراش
يسرع نحو الباب
الباب موصد
يعلو زئير الشياطين
كل جامد بالغرفة دبت به الروح
قفزن الى رقبته
أحترق معنا
فها قد بدأت الحرب
وهنا تنتهى

2/11/2009



بقلم / نهلة فراج
نافذة القلب






فى القلب نافذة تختزل الكون



أنثى غرست بذرة الحب فى طمى الرجال


تقطر شعرا ونثرا



تلمس الهواء بأصابعها


فيغدوا نسمات جنة عدن


عطر النرجس يحيط بخصرها


تروى بذورها رقة وأشتياق



تهمس للهواء بوشوشات أنفاسها



تشعل الشوق غدير ماء منساب بحذر



تتهادى بخطواتها فراشة بديعة الألوان



رشيقة القد راجحة العقل



قدسية هالتها جعلتها مركز الكون


تغار منها ورود الربيع



تتودد اليها شمس الشتاء



عيناها بحر بلا شطآن


يغرق بها أعتى الرجال



على الرموش يتقاتل الفرسان



يحيكون الخطط



مرة بالود وأخرى بالقتال



تتكتل النجوم فوق صدرها



عقد يتلألأ متشبث بقيدها



لباس الحرير يكاد يشتعل على جسدها



تطل...... فتحتبس الأنفاس



تنطق...... فتتناثر الاحرف



ياقوت ومرجان



من نال منها نظرة ....رمقته السماء



من سأل السلام.....أحترقت يداه


من جادت عليه بهمسة



عبر لبوابة الأمان





تتدلى جدائلها مرافئ وشطآن



تتسور البدر فى معصمها



تهب الأرض نافلة الوداد



تغزو الكون بقصيدة رثاء



تهاب الموت خشية الرقاد



تتجول بين النساء جوهرة بلا حراس



تتمايل على أنغام حسادها كغصن البان



تسكن بين الأمانى والأغانى



ينحنى لها مؤرخوا الأزمان



ومدونى الشعر والشعراء



أهانت الشمس بطلعتها




أبكت القمر بهيبتها



أشعلت ثورة الرجال



واحتمت ببراءة الأطفال



ستظل تسكن الأمنيات



وتتهادى بين مقاطع الأغنيات



هى فى القلب ............نافذة




9/11/2009


بقلم / نهلة فراج
أرهاصاتى فى ذكرى ميلادى


يغمض النصيب جفونه لئلا يسمع ماتراه الأذن
وكلما سكن الجرح نبشه الجوى فيعود يئن
يتنهد القلب فتشقى الجوارح
دموع الليمون بجروح مفتحة اسهاب فى فنون التعذيب
أغرورقت دموع العنب
نبيذ يحلو لساهر عز عليه التقاء جفنيه
يغمض عينيه وجرحه ساهر المقلتين عنيد
يسير فى طريق كالحرير
على جوانبه أشجار الزيتون تتدلى بحنين
يقفز نشوان مجترئا على نبتات غضة
يحلو للهوى مداعبة الطريق
يتهادى السائر ليهنأ بالعبير
يغض الطرف عن ألم بآهاته يرقص الأنين
تتجلى الأمانى مع شروق حفيف
نرتشف الدفئ وداخلنا خواء يطبل فى صفير
نعاند ونكابر والعمر لا يعرف غير عد السنين
هيهات الشفاء من مرض سقيم
يغفر الله ولأنفسنا لا نعرف غير الصدود والوعيد
أين نحن من حليم عليم بدنئ أنفسنا
نخضع لهوانا ولا يصيبنا غير حمم من قريب أو بعيد
ننهل عطايا الأله وعند الشكر ......... الله العليم
كموج فى مد يأخذ وفى جزر متسلل مغتاب بخفى حنين
عند المنايا والخطب نسجد ونركع مبتهلين
وعند الفرح نزهو بالغالى والنفيس
أيا من يسكن غيمة
يرنو الينا بمطر حفيف
يسقى أديم الأرض فيغدو كارتحالة فصل الخريف
تتعافى الليالى من سواد مخيف
ليخرج القمر ونصبوا اليه كرسول جاء بكتاب منير
تتلاقى أعيننا بعد فراق وليل طويل
نرى النور مرتحلا فنغدو اليه
علنا نصيب منه شيئا ولو يسير
ما بال النصيب يعاندنا
كلما أقتربنا يصر الرحيل
نمشى العمر بمحاذاة نهر طويل
ولا ندرك كم ليل قضينا نشتهى الماء ولو قليل
ندنو من خالقنا داعين مبتهلين
أن يشفى أجسادنا من كل مرض سقيم
نغفو ونرقد ليأتى الصباح
فنعيد كرة الحياه لنبدأ يوم جديد



23/11/2009


بقلم / نهلة فراج
توابع أرهاصاتى
.........................





تترك السنون اثراً فى الروح قبل الجسد؛ ما أدركت أثرها حتى عشيةذكرى ميلادى.
تخطيت الأربعون وفى عالم النساء يمحونه، ليس من باب الكذب ولكن هربا من مارد المرآه،
الذى يطل برأسه من خلف جفون تجعدت وعيون أذبلتها القراءة على ضوء مصباح صغير بجوار فراشى.
يعتاد المرء على نفسه فى احلى أوقاتها واِذا نظر لنفسه فى المرآه ورأى مالا يبهجه
يتحجج لنفسه بالأرهاق أو الحمية أو قلة النوم ، ولا يعترف أبدا أن الشباب أنزوى وتفلت منه
وبدأت الأيام بترك أثرها حتى عندما يرى صوره الحديثة يتأملها وكأنها صور لأخر
ومع الايام تتبدل النظرة الى الاشياء ، نبدأ فى تغيير تقييمنا لكل ماهو محيط بنا ،
ترتفع قيمة اللحظات الجميلة مع الأحباب ، تدرك أهمية اليوم الذى ننجز فيه عملا لطالما تعبنا فيه،
نقدر أهمية النفوس المحيطة بنا،أحياناً نفتح بابا للشيطان ونقول لو أو ياليت ونعود فنسترد واقعنا ونحيا معه بكل تجاعيد وجوهنا وبكل ماأثقلته الأيام فى أرواحنا .

نعشق الذكريات ونظل نتحاكى بها مراراً وتكراراً، نوقف العمر وكأنه بأيدينا عند لحظات أنتصاراتنا وفرحنا ولهونا .
نتغير من داخلنا مع مرور الزمن عندما نتذكر يوما من أيام الشباب
وتجمع الأصدقاء ، نذكر كيف كنا نضحك من قلوبنا وتدمع عيوننا ولا نذكر علام كل هذا الضحك .
الآن نستجدى هذه اللحظات من الأيام ولا نجدها الا فى صندوق الذكريات ،
بين حنايا تجاعيد اليدان ،
نبتسم فنجد الوجه وقد تجمعت فيه كل يوم مر عليه بخط
فتمتلئ الوجنتان خطوطا تنثر عبير العمر
وتزداد معها الحكايا والقصص وبشئ من الخجل والتباهى نروى لأبنائنا
سيرة الحب العذرى والساعات الطوال فى الشرفة المطلة على بحر لا تهدا أمواجه
وفنون ننغمس فيها حتى النخاع ثم نتركها لأخرى
ننظر من حولنا نتأمل الكبار بعين الشفقة ، الأن ينظر لنا بهاك النظرة
تعتلى الهموم جباهاً لم تعرف غير خيوط الشمس العذرية
نسلك كل مسلك سلكه أبوينا ، النصح والأرشاد
ونجد أنفسنا ننطق بما كان يوماً أثقل على أنفسنا من رفع الجبال
هكذا تدور الدوائر
وطفل الأمس كهل اليوم عجوز الغد وذكرى بعد غد

.......................................................




24/11/2009


بقلم/ نهلة فراج
الأنتقام

.................





صقر ............واسع الجناحين ، ممتلئ الحويصلة ، عينان تسكبان شرا مستطر،
مخالب تستعر قابضة على جذع شجرة عتيقةخلت من كل أخضر،
منقاراً يقطر دماً ، بين فكيه قطعة لحم تبكى مرارة المصير المحتوم .


تحت الشجرة العتيقة مستلقية تنظر بعينان ذابلتان الى الصقر المحلق أعلى الشجرة،
فى صدرها ثقب لجراح محترف أنتزع القلب ثم أعتلى يراقب ضحيته حتى النهاية .


هى بكل ضعف الفريسة المتآكلة ، تغلى للأنتقام ،
تصطنع الموت ، ترخى أطرافها ، فاتحة ذراعيها ، تغريه بالعودة ،
مشهدها يوقظ فيه زهو النصر ،


يحلق فاتحاً جناحيه .....فغطى الشمس ، هوى على فريسته ،
أنتشت بنجاح خطتها ، فأسهبت فى التمثيل حتى أطمئن ،
وألقى مابين فكيه .........
فانقضت عليه ممسكةً رقبته ..............
وبكل عنفوان الضعف والغدر والجرح الدامى ............
لم تتركه حتى فصلت رأسه عن جسده ................


ثم أستسلمت لدفْ الشمس....................


تمت
5/12/2009


بقلم / نهلة فراج

أعتذر لكل قرائى عن أخطائى اللغوية
برق ورعد ومطر

.............................


أهان البعد.......برق ورعد القدر


فهطلت السماء......دموع السحاب المنتظر


سيول محت .......كل أثام البدن


تغير العواصف...........بكل تصاريف الزمن


فنغلق الأبواب .........خشية ثورات المحن


فامتهنا الفراق............هربا من لقاء محتضر


فثارت ثائرة السماء.......بكل ألوان الغضب


أثقلت الأنفس.............بويلات وخيبات الندم


ياليتنا ألتقينا بين أروقة وحدود العدم



لكنا الأن زهر يفوح عبيره حتى لو شاخ أو قدم

....................


فلتهدأ السماء ويستكين القدر



وتبرد الشمس ويشتعل القمر



ها نحن كل فى طريق



فكيف للسماء ببرق ورعد ومطر؟؟؟؟




8/12/2009



بقلم/نهلة فراج
الحقيقة السامية
...............................




على الأرض السمراء نقفز
يعم الخضار الوادى
رائحة زهر الرمان تملئ أنوفنا
بقلوب غضة
نستشعر الحلم الجميل
من رحم الربيع
أتتنا نسمات محملة بعطر الليمون
من دون اجنحة أجدنا الطيران
نتلمس قوس قزح
بعدما أصابتنا زخات المطر الخفيف
طهر أرواحنا
مع انتعاشة هواء ممتلئ بألوان الجمال
ركضنا وتسابقنا
لحضن الجدة الدافئ
تتوسد فراشها المعبأ بأحلى ذكريات العمر
ألقى برأسى الصغير كطائر الفينيق العائد من الرماد
تملئ أذاننا بحكايا أبيها الفارس الهمام
وجمالها الآخاذ
وخطابها من كل البلدان
نسأل وتجيب نسأل وتجيب
عيناها تلمعان كنسر يحلق فى ليلة قمرية
تنثر عبيرها بسخاء
تتخلل أصابعها خصلات شعرى
أهيم بهدوء وانام وفى رأسى فتحت طاقة أطل منها على أنقاض عالمها
غدا يوم جديد
تغطيه شمس ألقت بأبنائها تحت ظلال الأشجار
حفيفها وخرير الشلال
يوقظ كل أسرار الكتب
تختبئ فينا علوم لا ندركها
نتأمل الكون وفينا لا نعبأ
نخترق جزء من عالم جدتى
تسحبنا الى شمسها وظلالها
لو وهن أحدنا
أوسدت رأسه على بطنها
وأخذت تتمتم بكلمات لا نفهم معظمها
تقرأ المعوذات
تنقر بأصابعها على مواضع الألم
تقص عروس من الورق
تثقبها بأبرة بعدد من ثقلت نفوسهم عليها
من عين جارنا فلان وزوجته علانة
ومن عين بائع التوت
ومن عين فاتنة الحى........عيناها مستديرة
تحرق العروس
وبرمادها تخضب الوجه الصغير
ليراها الحاسد فيشهق
فتزول عين الحسود
هكذا جدتى الحنون
كوب الحلبة الساخن تحيطه بيديها
توصينا به لكل العلل
تنام وهى جالسة
تسقط راسها على صدرها المنتفض بأنفاس متلاحقة
على هذا الصدر كم رأيت والدى
يسكب أحزانه
خلف أبواب مغلقة .........نتساءل
لما لا يهدأ صدر جدتى؟؟
لما لا ينفع معها كوب الحلبة الساخن ؟؟؟
تودعنا جدتى بهدوئها وعظمتها
من صميم الروح ودعت أغلى دفْ وأعطر وسادة
فى معبد الحقيقة السامية
كلنا لانملك غير الأستسلام
يسيل الدمع حار
يستدر عطف الذكريات
هنا لاتموت الحقيقة
أمدتنا بعبق زمن لم نحياه
وشمت على أرواحنا جدعنة وطيبة وكرم
رحلت وأبقت فينا روحها
لكن الزمن ليس كالزمن
رحلت جدتى ومعها الزمن الجميل
وتمر الازمان
وتفنى الأبدان
ولا يبقى غير الحقيقة السامية............
..............الموت...........2/




15/12/2009


بقلم /نهلة فراج
الرحيل

يحط الرحيل رحاله
على أرض تذوب برداً
نرى الوجوه خلف غيمات
ترقبنا عيون من وسط النجوم
ينكمش القمر معلناً بدء الحكاية
خلف ستائر البيت العتيق
يداعبها الهواء بنسماته الباردة
دقات الساعة مطارق تطرق
ابواق الهواء تتخلل ثقوب الأبواب
يئن عويل الرحيل
من جدران باهتة الألوان
علقت عليها مشانق الذكريات
على مقعد هزاز يعلوه أتربة العمر الراحل
تتكئ وسادة من عالم اّخر
خطوات ناعمة هادئة
ترفل في ثوب الأكفان
تحتضن أناملها كتيب أوراقه صفراء
كلون غروب شمسها
تزيح ستائر النسيان
فتتطاير الكلمات من الأوراق الصفراء
تتناثر حولها
تثقل الهواء البارد
فتغمد في صدرها بنصل صدئ عتيق
تراقب بجفون تتحرق شوقاً لنوم عميق
هاتف محيت أرقامه
عله يرحمها ويكسر دوي الرحيل
تتهادى حبات مطر خفيف
يطرق زجاج النوافذ المتهالكة
بجسد يقطر ألم الرحيل
تحاول غلق زجاج تخللته الشقوق
عجزت عن حمل ذراعيها
لتظل قابعة هي والأتربة على المقعد الهزاز
تتشارك مع زجاج النافذة
طهر المطر ونقاء الأغتسال
عبثاً......تجمع الكلمات المنثورة
تحررت أحرفاً و مشاعر و حنين
جابت كل الأركان
هنا تشاركنا كوب الشاي
على تلك الأريكة قرأنا العهود
هذه المزهرية ملئت بأزاهير الاِعتذار
عبر هذا الهاتف تبادلنا العتاب
ذابت الأحرف والكلمات
جثت أخيرا لتراتيل الصلاه





26/12/2009
تمت
المرأة القوس :
بين هذه المرأة وبين اللف والدوران عداء مُستحكم . كيف لا وهي التي تؤمن أشد الإيمان بأن الخط المستـقيم أقصر الطرق إلى الهدف . وبما أن الاستقامة من طبعها , تبدر منها ملاحظات وأسئلة وردود يرتبك منها الجميع بوجه الجميع بوجه عام والرجل بوجه خاص لأنها تأتي بصورة مفاجئة وعلى نحو لم يتوقعه . ومع ذلك يُؤكد من يعرفها جيداً أنّ في استــطاعتها – لو أرادت – أسر جميع القلوب دون استـثـناء .
المرأة مولودة برج القوس متـفائلة جداً , لكن تـفاؤلها يقترن دائماً بالمنطق السليم لا بالكذب الذي تأباه مهما كانت الظروف والدوافع . وبما أنها صادقة تماماً , لا تـتورع عن الاعتراف أمام أهلها وذويها بأنها تـُفضل قرابة الروح على قرابة الدم التي لا تؤمن بها كثيراً . ولما كانت صادقة أيضاً فإنها تـنـسلخ باكراً عن بيت العائلة وتستقل بمفردها وتعيش حياة مملوءة بالحركة والنشاط . فهي تتـنزه , وتمارس الرياضة , وتسافر , وتلتقي بالأصدقاء , وتلاحق الأهداف , وتؤدي الخدمات شرط أن لا يُفرض عليها شيء . إنها تكره الضغوط والقيود ولا تتردد في مواجهتها بلسان حاد سليط لا يُميّـز شخصاً من آخر . حتى والدتها التي حملتها ورعتها تـفشل في إجبارها على أمر ليست مقتـنعة به كل الاقتناع .
تكره هذه المرأة الرجل الضعيف السليب الإرادة , ومع ذلك ترفض الذوبان في شخصية الرجل القوي مهما كان قوياً ومتسلطاً . إنها كثيراً ما تخلط بين الحب والصداقة . إذا شعرت بالعاطفة نحو إنسان ما تفتح له قلبها دون تردد . في صدقها خشونة تـزعج البعض فيتهمونها إمّا باللؤم والخبث أو بالبله التام . غير أنها في الواقع ذكية طيبة ومنطقية جداً . وإذا تصرفت على هذا النحو الذي لا يرضى عنه جميع الناس فلأنها مقـــتـنعة تماماً ببراءتها وحسن سلوكها , وغير آبهة – بالتالي – للشائعات والتـُهم التي تلاحقها أحياناً .
تتردد هذه المرأة أمام فكرة الزواج ولا تـتقبلها إلا بعد أن تـشعر بحبّ جارف وانجذاب شديد نحو رجل تـتمنى مشاركته بل وتـقليده في كل شيء . فهي تستعمل ثيابه أحياناً , وترافقه في الصيد والنزهات والسفر , وتـُضحكها نوادره , ومع ذلك تبقى محتـفظة بكل مظاهر الأنوثة والرقة . إن من يعرفها حق المعرفة يعلم أنها سريعة العطب , تـتصرف ببراءة الأطفال وترتبك إلى حد التعثر في مشيتها أحياناً , ولا تستطيع منع نفسها من البكاء في المواقف العاطفية على اختلاف أنواعها .
شهية هذه المرأة عظيمة . فهي تحب الطعام والشراب الطيبـين , وتـتمنى التردد على المطاعم الفخمة كلما سنحت لها الفرصة . تحب أيضاً اللباس الفاخر والسفر – في الدرجة الأولى بالطبع – والأضواء والشهرة والتبذير لاعتقادها أن المال وسيلة لا غاية . ومع أنها تكره الأعمال المنزلية وتـُفضل عليها العمل في الخارج إلا أنها تقوم بدور المضيفة وربة البيت خير قيام . من أفضل حسناتها في هذا المضمار المرح والكرم وعدم التفريق بين المدعوين مهما اختلفت أوضاعهم الاجتماعية والمادية . ومن سيئاتها القليـلة حدة اللسان إذا مُسّت كرامتها . لكنها لحسن حظها وحظ الآخرين مفطورة على النسيان والمغــــــــفرة , ولذلك لا يوجد في قلبها مكان للغضب أو الحقد الطويل الأمد .
أطفالها يُحبونها إلى درجة العبادة , ويمرحون معها كما لو أنهم في " سيرك " حقيقي . وإنهم يُعاملونها معاملة الشقيق للشقيق ويأخذون عنها الصدق والاستقامة والمرح ولكنهم يشعرون في بعض الأحيان بالضيق والارتباك بسبب صراحتها اللامحدودة . أما زوجها فله منها الحب والثـقة والوفاء الكامل دون قيد أو شرط ما عدا منحها القليل من الحرية والفردية .
امرأة برج القوس باختصار إنسانة مُثيرة إلى أبعد حد . فهي بالإضافة إلى خصائصها الحميدة تتمتع بروح خفيفة تضفي الابتسامة والمرح على جميع الوجوه , وتمحو من القلوب السأم والملل . وهذا وحده يُعتبر فضيلة عند الأزواج .

...................................................................................
أظن والله أعلم أن % 90

من هذه الصفات أصابت جانباً صحيحا من أمرأة القوس
الأنتظار
..............................
..........................................

قصة قصيرة جداً
..............................

منذ التقاء عينانا أدركت أنه من خلف السماء، من عالم قلما نزل أهله الى عالمنا، نترابط بحبل سري يلتف حول أرواحنا ،
قال لى / أن عيناي نهران من عسل يسكر شاربيه
قال لى / أن الحرير والديباج يتوسلان لمس ذراعاي
قال لى / أن الكون يدور حولى
قال لى / ان الصخر ينشق عن ماء سلسبيل من وقع خطاي
قال لى / أن العشق خلق من بين اناملي
قال لى / أن اللؤلؤ يختبئ عند تبسمى
قال لي / أن المسك والعنبر عرق اقدامي

ثم رحل........



عبأ حقائبه بهوائي ومائي وروحي


قتلنى بسيف نصله برق السماء..........
ودعت العالم وسكنت بين القبور .......ذبلت ......يبست .......تكسرت
ثم أختلطت بتراب الفناء......




فاِذا بخطوات تحمل هوائي ومائي وروحي




...........عاد..........





اقترب .......اقترب ..........



هكذا خروج الروح.........................






..........................................
أحترفنا الأمانى ...................وأرتدنا الشرفات
أعدنا المعانى ...................لقاموس الكلمات
عددنا الثوانى ....................ليالي ساهرات
أرهقنا المقالي .......................بدموع حارقات




أنتظاراً




ضوء خفيف يلف المكان

وهج الشمس حبيس العنان

وصوت ينادى بهمس الجبان

انضم الينا لنحيا الأمان

سحابة صيف تظل الأوان

فكيف بقلب ذاق الهوان

يحيا بعشق خاصم الزمان


...............................................

.
تمت




بقلم / نهلة فراج

4/1/2010
الأنتظار
..............................
..........................................

قصة قصيرة جداً
..............................

منذ التقاء عينانا أدركت أنه من خلف السماء، من عالم قلما نزل أهله الى عالمنا، نترابط بحبل سري يلتف حول أرواحنا ،
قال لى / أن عيناي نهران من عسل يسكر شاربيه
قال لى / أن الحرير والديباج يتوسلان لمس ذراعاي
قال لى / أن الكون يدور حولى
قال لى / ان الصخر ينشق عن ماء سلسبيل من وقع خطاي
قال لى / أن العشق خلق من بين اناملي
قال لى / أن اللؤلؤ يختبئ عند تبسمى
قال لي / أن المسك والعنبر عرق اقدامي

ثم رحل

عبأ حقائبه بهوائي ومائي وروحي


قتلنى بسيف نصله برق السماء..........
ودعت العالم وسكنت بين القبور .......ذبلت ......يبست .......تكسرت
ثم أختلطت بتراب الفناء......




فاِذا بخطوات تحمل هوائي ومائي وروحي




...........عاد..........





اقترب .......اقترب ..........



هكذا خروج الروح.........................






..........................................
أحترفنا الأمانى ...................وأرتدنا الشرفات
أعدنا المعانى ...................لقاموس الكلمات
عددنا الثوانى ....................ليالي ساهرات
أرهقنا المقالي .......................بدموع حارقات




أنتظاراً




ضوء خفيف يلف المكان

وهج الشمس حبيس العنان

وصوت ينادى بهمس الجبان

انضم الينا لنحيا الأمان

سحابة صيف تظل الأوان

فكيف بقلب ذاق الهوان

يحيا بعشق خاصم الزمان


...............................................

.
تمت




بقلم / نهلة فراج

4/1/2010........
الغربة
........................................

ملئت فراغ الذاكرة ببهجة عصفور الفينيق،يعاود التغريدعلى أرصفة الغربة،
يقترن بدفء الشمس الموغلة فى عظامي
فيسري فى جسد الحنين رعشة البقاء،
خبز وماء وموضع قدم،
فراش من قش وعين قرير،
غدا يبتل الهواء فينهل من موج العطش،
يغسل أرصفة وموانئ السفر،
يحمل معه حقائب الأنس وأرواح شنقت
تحت عجلات الدرهم والدينار،
شارب أسود وعين مكتحل،
وذراعاه جناحان يهيم طائراً فى سماء جرداء
لا شمس فيها ولا قمر،
حتى الحمائم هجرت الأعشاش ،
كيف تغدق الأرض العطشى؟؟
لا تبتهل للموانئ فقد كفرت بالعائدين
أحمل جناحاك المتعبان اِلى سماء تظلك
وأرض تحضن ظلك
عد من ميناء الحرمان
واسلك طرق الورد وأرصفة الود
أنشد بصوت بح النداء
( على بلد المحبوب ودينى زاد وجدى والبعد كاويني)
هناك العنب على ضفاف الرضا
مذاق النبيذ يسكر المقل
أبواب مفتحة ونوافذ شرعت
شجرة التوت العتيقة تحرس رأس الطريق
طفولة الخيال تتسلق الأغصان
تهز الغصن فتحمل الأثواب الحصاد

أيام كانت............أيام رحلت.............
غريب جاء............. غريب رحل.............


نعناع الشاي لم يعد يناديني
نسمة الصباح تشاكس همي
وجوه ولغات طرق وأشارات
أطعمت الغربة نفسي وما حوت
حتى قوارب العودة أحرقت
والقراصنة فى البحر أهلكهم الضجر
انه الحلم القابع بين السماء والارض
أفرد جناحيك واسبح هناك
فى أعماق الضباب تتلاشى الأمانى الزائفة
شبح الرفاه قابع على انفاسنا
لن يطيل المال أعمارنا
لنبحث عن ميناء العودة
.....
......
........

عودة الروح للروح
......
.......
........
فكل الأرض أرض
وكل السماء سماء
............
...............5/1/2010



قلم / نهلة فراج
أحياء ..........أموات





......................................................................


هناك أناس يحيون بيننا
نراهم ويروننا
نتبادل أحياناً أطراف الحديث
نتأملهم كيف يمشون مختالين
وقد دفناهم بأيدينا
فى قبور حفروها بأيديهم
أناس أدمنوا الأخذ والأخذ والأخذ دون عطاء
واِذا أقترن الأخذ بالعطاء
تجد ألسنة أحد من سيف ابن الوليد
تعيث فى أحشائنا جراحاً
ووجوهاً مقبورة غطاها رماد اللحد
وبرودة الموت في قسماتهم
يبتسمون وعيونهم متبلدة
اِذا أردت الحديث اِليهم
تجد الكلمات غصة في الحلوق
وقد أصاب البكم ألسنتنا
فنحتمي بالصمت
ويظل الحوار يتقاتل بين جوارحنا
حتى يموت هو الأخر
فنحيا وقد وشمت أرواحنا
بيأس يعض على القلوب
.
.
.
أحياء ........أموات
.
.
.
وبشر الصابرين



نهلة فراج
صهوة الأمانى
...................................
....................................
حين تطرق الرياح الأبواب
تمهل ........
أسقط الذكريات قبلاً
لا تغفر تسربها من شقوق جدرانك
أغمض جفنيك واملئ رئتيك بندى الورد
نقبع خلف الأبواب أعوام
نحيا الأمل مع أديم الأقدام
نمتعض الأنتظار
وفبه سكن الروح
أفتح ذراعيك
أطلقهما
تطاير كالنسمات المحررة
أعبر السدود
أنحر الخوف
تخضب بدمائه
أنشر السلام بأنفاسك
أعتلى منصة الأحرف
دون قصيدة الحلم النائم
أنشدها مع طير الصباح
أعشق براعم الهوى
حين يكتمل البدر
سينثر الهوى عبير الورد
أغدق العطاء
فمواسم الجفاف جاثية..................أبت الرحيل
أمتطى صهوة الأمانى
فبغير أحلام تذبل القلوب وتموت
نخبأ خلف ستائر الذكريات
ضحكاتنا وأفراحنا
نهلل للآتى من بعيد
حاملاً عطر أسماء ملأت أوراقنا يوماً
ثابر..........................
ثابر.........................
لا تنحني
فالغد أتي بالحصاد
وحين تحقق حلم أحلامك
لا تختال................................فالأقدار تظلنا

14/1/2010


نهلة فراج
حداد حرباء
...................................
قصة قصيرة
.............................


رآها قادمة من بعيد ، ترتدى السواد كأنه قطع من الليل ،
يعلوه قمر فى تمامه، وجهُُ منيرُ شديد البياض والصفاء
عيناها تكتحلان برموش تداخلت شعيراتها كأنها مظلة من قيظ....
جلسا معاً على مقعدان متقابلان فى القطار الذى هم بالتحرك فور صعودهما.
ينظر اليها محدثاً نفسه .................
ماذا حل بهذا الملاك؟؟؟؟؟؟؟؟
من فقدت ليستحق أن تُنسج داخل هذا الليل؟؟؟؟؟؟
أنتبهت لنظراته اليها فرفعت ساقاً عن ساق عامدة أن يظهر شيئاً من فتنة ساقيها
فارتفع صدره وأنخفض،
وقبل أن يحرك شفتيه سائلاً ، خلعت من أصبع يدها اليسرى
دبلة سهلة الخلع...........................................
.......................................................
15/1 / 2010
بقلم / نهلة فراج
شاى بالنعناع
.........................................
قصة قصيرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فى شرفة ممتلئة بالنباتات الخضراء والورود المفتحة على اِستحياء
يجلس وسط هذه الحديقة الغناء على مقعد من الخيزران كان لوالده من قبله
محاطاً بروائح عطرة تمتزج ورائحة كعكة شهية من صنع والدته الحنون
ناظراً لنباتات والدته التى ترعاها كوليدها الوحيد
تتهادى بجسد ممتلئاً خيراً وحنان وعطاء، ممسكة بيديها صينية عليها قطع من كعكتي
الشهية وكوب الشاى بالنعناع
هم واقفاً فأمسكت بكتفه بيدها المكتنزة وكأنها كعك العيد المختمر
تجلسه وتضع قطعة من الكعك فى فمه .
داعية الله أن يرزقه الزوجة الصالحة التى تطعمه الهنا والشهد
واِذا بيد كالمطرقة تنزل على كتفه
( قوم .....قوم......الفرن حيقفل روح هات العيش بسرعة....قوووووووم )
..
..
..فتح عينيه قائلاً ( كنتي سبتيني أشرب كوباية الشاى بالنعناع........
سبحان مغير الأحوال.....................)
16/1/2010
الرحلة
.......................
فى قطار سريع يجلس خالى الوفاض ، مطضجع ناظراً من نافذته الضيقة ،
لا تكاد تلتقط عيناه صورة حتى تتغير الى أخرى
جنازة تحمل سيدة يبكيها الرجال وتنوح النساء والكل يتشح بالسواد وفى وسطهن
طفل يصرخ يخلع الخوف والرعب قلبه.
يئن الجالس فى القطار من هول ما رآه ،يغمض عينيه برهة ثم يفتحهما على فتاه
جميلة تمسك بيد شاب خجول تدعوه لمقابلة والدها وتشد من أزره بكلمات رقيقة .
تتغير الصورة الى زفاف صغير تزينه عروس اجمل ما فيها عشقها لعريسها الخجول ،
يبتسم الجالس فى القطار لجميل مايراه ثم يغفو اغفاءة لا يدرى كم طالت ليفتح عينيه على أسرة
بها العديد من الأبناء والبنات ملتفين حول الرجل الخجول وزوجته الجميلة ،
تضج الصورة بالحياه والحب.
ثم تتغير الصورة لجنازة مهيبة يتصدرها الرجل الخجول وحوله أبنائه يحملون جثمان رفيقة الدرب
تليها صور الوحدة وظلام البيت وآنين الاركان الموحشة .
يغمض عينيه ويشهق شهقة عالية تخرج الروح لباريها ، فيقف القطار ..............
مؤذناً بنهاية الرحلة ....



15/12/2009

.................................................
رحيل كريم
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

خرجت من باب العيادة وقد أسودت الدنيا فى عينيها
على درجات السلم تتهاوى ككرة عملاقة من الثلج .
لا يدور فى رأسها غير ما قاله الطبيب بعدما راى أشاعات وتحاليل زوجها.
تتساءل كيف أتدبر أمر العملية ،
أين لى بالمال وقد نفذ كل ما لدينا على علاج لم يأتى بنتيجة .
تتذكر كرمه وحبه وعطائه طيلة سنوات زواجهما ، لم يبخل يوماً
كيف أخذله الأن ؟؟ متسائلة ومحدثة نفسها............
أقترض من اخى مبلغ العملية وأقترض من أمى تكاليف المشفى
وأبيع غرفة السفرة لا حاجة لنا بها .
أقتربت من المنزل فتحت المصعد تحاول جاهدة رسم الأبتسامة على وجهها المتجهم الشاحب
دخلت غرفته.....دنت منه ......طبعت قبلة على جبينه البارد............
نعم ..................لقد رحل ومعه كل التدابير
كريم ............حتى فى رحيله

تمت
21/1/2010
صراع الأسفلت
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

على مقعد خشبي عتيق ، مغطى ببقع الورنيش المختلف الألوان
يجلس وقد أنحنى ظهره كجذع شجرة التوت العتيقة .
يمسك بأنامل حفر عليها الزمان دروباً ومسارات حذاء يتوسل الرحمة ليلقوا به بعيداً
عن دروب الشقاء.
يمسك به العجوز ويديره فى كلتا يديه ليبدأ رحلة الترقيع
أمسك بإبرة وخيط وقد دبت الروح فيهما بحركات رشيقة من أنامله الهرمة
تحول الحذاء إلى حذاء ملتئم الشمل وبأصبعه الصغير أخذ قطعة من الورنيش
وخضب بها الحذاء وبقطعة قماش قام بمسحه حتى أصبح مهيئاً
لصراع الأسفلت من جديد
أنتهى يوم العجوز وهم واقفاً يجر باباً لا يغنى من جوع
وبقدمين عاريين إلا من جورب مهترئ لا يغطى قدر ما يعري
خاض الصراع إلى بيته

تمت
21/1/2010
القسمة والنصيب
..........................................
.................................................................

بعض الناس يتسللون إلى حياتك، تتخيل أنهم دخلوها باختيارك
رويداً رويداً يسبحون بأوردتك وشرايينك، يحجبون شمسك
ويستظلون بقمرك، تسهر عليهم ولهم وليس بهم.

لا تتخيل الحياه بدونهم ، إذا خرجوا تتمنى ألا يعودوا
وإذا تأخروا تقتلك ثواني الأنتظار والقلق.

لا تتذوق طعاماً لم يسبقوك إليه
تتحدث إليهم فى صمتك وإذا أُجبرت على الحديث معهم
تقتضب الكلمات .

هم كالمرض المستأنس تعتاده فلا تشعر بألمه، وتدعو الله أن تشفى منه
لا ترتدي إلا ما يحبون، بدون إرادة تعشق ألوانهم.

تجيد العيش لهم ويحرمونك متع الحياه
تَغار عليهم من أنفاسهم ولا تقر بحبهم

تحزن عليهم أقصى درجات الحزن وهم يعبثون بك كحشرات الفراش
تغمض جفنيك فتجدهم يداعبونك ، تفتحهما فتجد كل منكما فى واد

هم على الأرجح ما ندعوه
القسمة والنصيب
................................
......................................
25/1/2010



نهلة فراج