السبت، 28 يناير 2012


ظلمات ثلاث .....................

......................................................................................................................

هو نفس الرجل تشبعه حد العجز ليستيقظ مهرولاً ليلتقيها صدفة .....زوجة جاره
,ولامانع أبداً من معاكسة ابنتها وإعطائها حفنة من الحلوى .
هو نفس الرجل أصفر اللون دائما  , عديم اللون عندما يُكشف أمره .

يعاود الصمت بين هنيهة وأخرى بين جدران أربعة  , وعندما تتعدد الجدران تجده متحدثاً لبقاً يفوح العطر منه , وتندس أصابعه في ظلمات ثلاث .

تمر عليه الأعوام وهو فى حالة رفض تام لمرورها بالرغم من إعلانها الصريح على جبهته المتسعة حد الصحراء . تمر الأيام على الجميع ويراها بعين المجهر ومرآته المثقلة بالأحلام الصبيانية لاترى أي أثر .

يتذكر بين الحين والأخر صوت المؤذن فيردد لا إله إلا الله , يثري الهواء من حوله بأنفاس الملل فيخرجها كمهلل مكبر ......................

غدا سيذهب الى الحلاق لأن بعد غد ضرب موعداً لإحدى صابغات الحناء مدمنة الشاي الأخضر متأملة هي الأخرى بستر خطوط الزمن الناطقة .

لا يتساءل أبداً المار على هذا الرجل,  فمراحل العمر أصبحت معلومة لدى الجميع وأي منها يكمن الخطر الداهم لذلك لا يعيره أحد أى اهتمام , يكتب بكلتا يديه يمضغ طعامه على جانبي فكيه يكتفي بقراءة العناوين والفرجة على الصور وخاصة لنساء فارهات الأعناق .

يتمهل كثيراً عندما يريد التراجع لكنه متسرع حد العته حينما يريد التقدم .



عندما رأيته لأول مرة بعد زيارة زوجته لعيادتي تخيلت انها هي المريضة فيبدو على الرجل دماثة الخلق وهدوء يوحي بالوقار لأول وهلة ....
دخلت غمار القسم الذي أقسمته ليكون مريضي بدون بطاقة علاج بإسمه ,

بعد تدبير مقابلة صدفة  ,,, .... مر عليها أسبوعان , فإذا به يخلع ثوب الوقار ويخرج من قناعه المحكم مقدما اصابعه للظلمات الثلاث .

28/يناير / 2012

الثلاثاء، 24 يناير 2012

يمر بنا الكثير من البشر ,يترك كل منهم شيئاً منه لدينا فتتراكم الندب والوشمات منها مانعرضه أحتفاءاً ومنها مانخبئه امتعاضاً
لكن القليل منهم من يدخل الروح فلا يغادر نتحدث بصوته نفكر بعقله نعشق بقلبه نغدق بكرمه . وهذا مالانستطيع الحياه معه , فنتركه لحال سبيله .............ويكون الوداع
.....................................................

الاثنين، 23 يناير 2012

صراع الأرزاق .......................


صراع الأرزاق
...................................................

تخرج من غرفتها كل شقشقة فجر متلحفة بإزار منحته أياها إحدى مخدوميها ,
كتلة دخان تخرج متقطعة من فمها المحولق بدائرة بيضاء تعلن عن جوع واشتهاء أرتواء , تحضن جسدها النحيل بكلتا يديها المشققتين الممنوحتان خطوط الجروح الصغيرة والكبيرة كلوحة سريالية شوهها العراء .

تتجه نحو الترام تجر قدميها بحكة فى أسفلت الشارع لتعلن لجيران الحي أن رحلة الرزق والشقاء اليومي قد بدأت .
تترك خلفها في غرفة تتآكلها الرطوبة طفلين أحدهما أغدقت عليه الدنيا من همومها حتى أستحال رجلاً وهو مازال أبن العاشرة يحتضن اخيه الصغير ابن العامين بين ذراعيه وتتنافس انفاسهما لتدفئ برد الغرفة التي أستحالت على الشمس الوصول إليها.

تتصارع اقدامها لتلحق الترام قبل رحيله , تلقي بجسدها المنهك على أول مقعد تجده امامها ,تغمض عينيها وتستسلم لمرجحة الترام وقد عشقت هذه الهدهدة كل صباح ليتيح لها ترتيب زبائنها لهذا النهار .

يسحب الطفل جسده الصغير من حضن أخيه الرضيع تاركاً له بين يديه رضاعة بها بعض ماء يسكته بها طيلة الليل الطويل , يلملم عدة العمل .... بعض خروق بالية وجردل كبير على يديه الصغيرتين , يغطي اخيه النائم بنصيبه من الغطاء , يخرج مهرولاً إلى موقف الحافلات ليلحق دوره فى تنظيفها قبل أن ياتي أحدهم ليأخذ نصيبه من البلل  .

بعدما ينتهي من غسيل نصيبه من السيارات والحافلات يركض نحو عربة الفول ليلقى فى بطنه الخاوي بعض لقيمات يقمن صلبه تاركاً لأخيه بعضها .........متسللاً نحو غرفته ليطعمه أياها معللاً غيابه بكثير من الحكايا ...........أمنا الغولة والوحش الضاري ..

يمر اليوم وتغيب الشمس وتهدأ الطرقات من المارة وهما مازالا بانتظار الأم لتأتي ببعض طعام جادت به إحداهن عليهم.

23/يناير/2012 

الأحد، 22 يناير 2012


دقية بامية
.................................................



في غرفة أضائتها مغربية بالرغم من جو العصاري , تجلس على حافة الكنبة بجوار نافذة مشيشة بشنكل دوبارة مربوط الضلفتين ببعضهما مع ارتخاء العقدة ليتيح للجالس رؤية الشارع دون أن يراه أحد.

قلة مندية بماء بارد تسحبها وهى تدندن جفنه علم الغزل , تشخلل أساورها الموروثة عن جدتها لأمها ,يتمايل رأسها المكلل بربطة ولا يخلو من بعض خرز وترتر ملون .......
بين اصبعيها سيجارة ملفوفة بعناية المحترف ترشف نفس لتفضيه إلى أعلى ليتطاير الدخان أعلى رأسها متموجاً حلقات تضيق كلما سبحت لأعلى .

يدخل متنحنحاً بشاربه المفلفل ملتوية شعيراته فى كل اتجاه ....متعرقاً كعادته .
يجلس بجوارها فتميل ناحيته بدلال حاشرة لفافتها فى فمه , قائلة تعالى جنبي هنا

جبت كام انهاردة ؟؟؟؟ بصوتها الذي لا يخلو من ملل وتأمر ..

يرد والدخان ملئ فمه خارجا ممتعضاً من سؤالها طب استني اخد نفسي  !!!
مسترسلاً بخبث لينسيها سؤالها ايه الريحة الحلوة دي من عندنا ولا من عند الجيران
تنتفض من مجلسها عملالك دقية بامية ومعاها نص لمونة حتاكل صوابعك وراها

يلقي رأسه على صدرها وهى واقفة أمامه طب واقفة ليه شهلي حطي الطبلية عصافير بطني أتكلمت ياولية .

22/يناير/ 2012

السبت، 21 يناير 2012

ذكريات مُلحة


ذكريات مُلحة

أحياناً تبدو الذكريات كألم رذل مُلح تعن على رأسي بصداع عجزت عن وصفه ‘ لم يعد لي بد من جلسة أستثنائية مع نفسي .

بدايات كانت مبشرة إلا إني غضيت الطرف عنها حتى تسير المركب .....في إحدى المرات منذ زمن بعيد قررت ألا أبكي وألا أظهر أي أمتعاض من تلك الهفوات ......لكن مع مرور الأيام تأكدت أنها لم تكن هفوات ، هي نتاج طبيعي للشخصية التي أكتملت قبل لقائنا بأعوام عدة

لنكن صادقين مع انفسنا من أستطاع أن يغير إنساناً مهما كانت درجة القرب منه ليكون ملائما لشخصيته او لمزاجه الخاص

علينا ان نتقبل بعضنا ..............هذا ماكنت أذكره لنفسي بعد كل خيبة كنت اقابلها ، تصبرت أو تمرنت كثيراً كي أعتاد الأختلاف.



تماماً يا ابنتي لابد ان تكوني كذا وكذا وان تبتعدي عن كذا وكذا
وفي داخلي صراع ألا تكوني مثلما أقول بل كوني انتِ فقط لا أحد غيرك يستطيع ان يُسير حياتك......

نكرر أخطائنا بطريقة سريالية عجيبة لا يوجد خريطة معينة لنكون هكذا

بل نكون كما رأينا أبائنا وأمهاتنا كما عشنا الحلو والمر حتى إن استطعنا وضع أيدينا على الخطأ المزمن لا نستطيع تغييره فعلياً

أو هكذا مرت سنوات العمر .............محاولة تلو الأخرى ظاهرياً ...للتغير نحو الأفضل  ، باطنياً ....السير الحثيث نحو مآلنا

بعد قليل جدا من الوقت فى سرد الذكريات المبرحة على نفسي ليس طواعية بالطبع ولكن مغمضة عين ومسبلة العين الأخرى لعل من بين الألم يأتي فرحة تغطي هذه الغصة .

تأتي فرحة أمتدادي قطعة لحم أحمر دافئة تنبض بالكاد تتنفس بالكاد

تقرض بفمها الذي يكاد يكون ثقباً لتعيين الشكل الإنساني , على قطعة من جسدي أكاد اجن من فرط فرحي بالرغم من الألم المصاحب إلا أنه كان من أعظم الألام الإنسانية شغفاً وتحبباً .

الأن وقد مر الكثير من العمر والكثير من الترح والفرح  أستطيع أن اقيم الحياه ,

كم بلغت نسبة النجاح على كم من الفشل

بكل امانة مع نفسي نجحت فى الكثير من الهدف الذي خلقنا الله لأجله

عبادته ........على نسبة عالية من التقصير لكن يجبل كل التقصير هو إيماني بعفو الله اولاً واخراً

عمارة الأرض ........ رزقني الله من فضله الكثير

الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه

مع كل الذكريات أحمد الله على ما أعطاني ومامنعني

بكل الرضا أتقبل ..............

هذا مايجب علينا ان نذكره لأبنائنا

أن نحيا الحياه بحلوها وننبش به باظافرنا وألا نتركه حتى لو عنوة

ونترك اقدار الله تسيرنا مع كامل الرضا

أن اقول مع كل شهيق وزفير الحمد لله ...

21 /يناير / 2012

الجمعة، 20 يناير 2012

لقسمة والنصيب
..........................................
.................................................................

بعض الناس يتسللون إلى حياتك، تتخيل أنهم دخلوها باختيارك
رويداً رويداً يسبحون بأوردتك وشرايينك، يحجبون شمسك
ويستظلون بقمرك، تسهر عليهم ولهم وليس بهم.

لا تتخيل الحياه بدونهم ، إذا خرجوا تتمنى ألا يعودوا
وإذا تأخروا تقتلك ثواني الأنتظار والقلق.

لا تتذوق طعاماً لم يسبقوك إليه
تتحدث إليهم فى صمتك وإذا أُجبرت على الحديث معهم
تقتضب الكلمات .

هم كالمرض المستأنس تعتاده فلا تشعر بألمه، وتدعو الله أن تشفى منه
لا ترتدي إلا ما يحبون، بدون إرادة تعشق ألوانهم.

تجيد العيش لهم ويحرمونك متع الحياه
تَغار عليهم من أنفاسهم ولا تقر بحبهم

تحزن عليهم أقصى درجات الحزن وهم يعبثون بك كحشرات الفراش
تغمض جفنيك فتجدهم يداعبونك ، تفتحهما فتجد كل منكما فى واد

هم على الأرجح ما ندعوه
القسمة والنصيب
................................
......................................
25/1/2010




نهلة فراج

انتظارات ماجنة

كل الليالي متشابهة

موسومة بذكرى المطر

.....خارقات هن اللائي يتمايلن مع الريح ....

.أدلفت نحو النار كفراشة تنتحر

لا ......هي ككلهن تبدأ من حيث انتهى بهن

....تغامر بأقصى أمنياتها

....تغادر المساءات بدون معطف

....تدلى بدلوها بين عقربي الساعة.....

...........تتمهل ...

.....حتى يتقاطعان وهي بينهما تعتصر ألماً...........

....تُبقى بعضاً من حلوها له ..........

...تمر الساعات متحسرةهل يأتي ؟؟؟

أم يزول كما زوال النار من حبة مطر

_________________غريب برد الصيف

....يدوم بالعظام دون نار أو بعض ماء.....

زهرة اللافندر وعبق الهوى يدوم بصيفها.

.......هي لا تنسى _________________

_حتى القمر المطل عنوةلا ينسى

......قميص ليلكي.......

وضوء شمعة تنسل متوارية....

..وانين يشبه دندنة فيروز........................

..ويتمايل ضوء الشمعة

على جدار يعلوه صورة تلاشت ألوانها ......

...كل الألوان مالت إلى الرمادي.............

لون الخيبات المتوالية .....

.والأنتظارات الماجنة.....

..ورائحة أحتراق جناحي فراشة ..............................

........................

عندما نحتال على أنفسنا ونسترضي أمنياتنا
يكون الغد صباح ممطر على صفحات بلون ازرق
فنجان قهوة برائحة الذكريات الصباحية
ونتزود
ومنها نعبر كل الأنفاق ونمني النفس
ببلل يندي وجوها شققها الهم
ونحمد الله ....................دوماً
لا يروق للذين ينتحبون خلف حوائط الحرمات ........... أنّا هنا
يدينون هالات الود بصقيع الأرصفة الكالحة
يخبرون المارة بوأد الوليد قبل تمامه
يفرون من فورهم ......قبيل تسريب الشمس لبعض شعاع دفء
يعلمون أن الأحياء ينتفضون وفاض البرد هناك
عبثاً ..............عبثاً
الكذب فوق القبور
أستجداء أصم
مناورة ذئب
ملاحقة سراب
عبث العبث ............
أن تطال نصر الله وأنت ذا ذنب مُصّر

الثلاثاء، 10 يناير 2012

إنهم يغتالون الموتى فمن  سيذكر لنا كم الألم
كم من أه ......كم من دمعة
من سيحذرنا عندما يقتربون من مقابرنا
وقع أقدامهم كزحف الرحيل من الوطن
رحيل بلا نية وداع .....بلا أمل فى عودة
كُفر بلقاء ...............إيمانا بغفران وتوبة
من سينادي ..........................علينا