الأربعاء، 27 يوليو 2011

لن أعود

مهلا مهلا

تخطو هنا على بعض دمي

والأرصفة أيضا بها بعض لحمي

تمهل قليلا ...........ثم انحني

اجمع زهرة أو زهرتين

نمتا بين ثنايا الأسفلت والرصيف

تسربت هنا نقطة أو نقطتين من دمي

ارتوت حبات التراب

هنا

................

لم يمر النيل

من هنا ..........فقط

مرت أمي وهى تحمل أكياس الخبز

لم يعد أبي من نفس الطريق

يعلم ان بعضي مازال هنا

فقط

الصبية والأحذية البالية

يشعراني بالحنين للعودة

أبواق السيارات تعلم أني لا أنزعج من نفيرها

تعلن حربا

أو ربما

ثورة.........

............

........

أجمع كل أناتي

واقاوم الشتات

يعلو نفيري

إن عدتم عدنا

أذكر أن أحدا قالها مارا

ثم ألتقطها مارا أخر

حتى

أرحل

أذكر أني سمعتها

من مار

أحذروا

الأحذية البالية

لا يرتديها إلا

الشهداء

أعشق روائحهم

أنهم هنا

بجواري

لذا

.

لن أعود

........

...........

................................

نهلة فراج

20 \ 7 \2011

أحن لنفسي

يخطئ من يظن انه هو هو رغم مرور السنين

ونخطئ دوما عندما نحل بالأماكن التى ألفناها أنها مازالت هى بنفس الروائح والذكريات

تغيرت الوجوه وتجهمت الذكريات وهرمت الأماكن وماعدنا الصغار الذين كانوا يلهون فى الشقوق ويختبئون خلف جلباب الحنين

لا أحن لخبز أمي ولا لقهوة صباحاتها انني هنا أختبئ بين نهديها

لكني أحن لنفسي التى كانت هنا منذ سنين

أحن لفستاني القصير الذي لطالما دار معى وانا أدور

احن لحمرة وجهي وانا عاجزة عن تناول طعامي بيدي اليمنى

أحن لجدتي الى كلما لهوت بجوارها تمنتني صبياً

مؤكد ان حنيني لنفسي لن يرويه إلا قبري

مر من أمامي يخبئ وجهه كي لا أراه لقد عرفني قبل أن أعرفه وصرت أتساءل كل يومي كيف عرفني وقد تغيرت لاخرى لا أعرفهالابد وان بي ماتبقى من روائح الصغر ومن شقاوة الحارة العتيقةجلست ألملم ماتبقى لدي من ذكريات أستدر لحظاتنا الجميلة التى قضيناها سويا

أدركت حينها أن مامضى قد مضى ولا سبيل لعودتهأشاح بوجهه كي يظل هو هو فى ذاكرتي أ ظنني وقتها حمدت الله كثيرا انه أشاح بوجهه وأن الذكرى لا زالت هي هي واني مازلت أحن لنفسي كما كانت زمن كان هو هو