السبت، 28 أغسطس 2010

بشر وعيشة............................................................................

بشر وعيشة..................................

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

في مدينة النور يسير والظلام يغطي الزقاق الطويل المؤدي إلى غرفته في البناية التي يقطنها جيران كثر لا يعرف أغلبهم هناك في أخر الزقاق البناية ليس بها شرفات كالبنايات في بلده الأم ، مبنى يشع بردا ووحدة.يأتيه كل يوم قبل الفجر بقليل يرتمي على فراشه دون أرق ...............دون ذكريات

جاء إلى باريس منذ سبعة أعوام هاربا من الأرق والذكريات ، حالما بحياه خالية منها .....تلك الجميلة المحرمة.حينما اعترف لأمه بحبها أنتفضت صارخة شقت صدرها لطمت خدها .....ليدوم العويل عاما

عاما طويلا لا حديث إلا عن زواجه ، صور فتيات صغيرات كبيرات عانسات ليس عليه إلا أن يشير بأصبعه ليتم الزفاف فى أقرب وقت.

هكذا رأت الأسرة الحل والسبيل للخروج مما فيه

ضغوط من والد لا يملك أختيار طعامه ينصحه والدموع تملئ عينيه أرضخ ياولدي ولا تقاوم فيزداد عذابك لقد أطاح بك قلبك إلى قدر معلوم...................

أستسلم وتزوج تماما برغبة أمه........................................................

توالت الأيام والشهور ولم تحدث الألفة التي وعدته بها أمه قبل الزواج .لم يألف عروسه .....وجهها ولا صوتها هي امرأة ككل النساء صوتها الدائم الأرتفاع يصيبه دائما بالدهشة ، رائحة شعرها تغلق شهيته لشهوة دارت رحاها تطحن النفس والروح وقد تخطى عقده الثالث بسنوات عاما أخر يمر مدويا .....مهلكا .......لا فكاك......لا طلاق فى شريعتهم..........................................فلم يكن من طريق غير الهجرة.

ارتمى هنا عند صاحب الحانة الزرقاء توسل للعمل بعينين زائغتين لا ينويان على شئ لم يكن مألوفا لصاحب الحانة أن يأتيه عربي عيناه خاليتان من النوايا ، يأتيه الكثيرون يرضون بأحقر الأعمال ولكن فى عيونهم يرىما رأه فى صحراء سيناء!!!!!! فيرفضهم جميعا قَبِلَ به وأدخله الحانة ساقيا وبعد عام واحد أدخله بيته صديقا ......لم يلحظ في بيته غير صرة معلقة على شمعدان من الفضة سأله عما بها رد بأقتضاب إنها صرة تراب القدس أحضرتها معي نثرة من تراب لن يكون لنا يوما ولن أعود إليه يوما .

يتناولان الطعام أحيانا ويتبعانه بشراب أحيانا أخرى يبث كل واحد منهما همومه للأخر ليتركه ويعود إلى زقاقه المظلم وبيته الباردوفراشه العاري مرتميا بلا حراك ولا قدرة على اجترار الذكريات ، يتلصص أحيانا على أخبار حبيبته يعلم أنهم زوجوها لرجلا ثريا أشترط عليها ألا يرى وجهها غيره وتأتي إلى بيته لا تخرج منه إلا لقبرهاومنذ ذلك الحين لا يعلم عنها شيئاتنامى إلى علمه أن زوجته احترفت الأدب ، تكتب قصصا في عدة إصدارات ألكترونية واشترت سيارة صغيرة.لا يفكر كثيرا عندما يدخل من هذا الزقاق الضيق المظلم حتى عندما يصطدم صدفة بحارس البناية العراقي لا يتذكر أسمه ولا اسم أبنه الذي جاء به إلى باريس لكي يتمكن من علاجه بعدما أصابته اشعاعات القنابل الامريكية التي ألقيت على بلدته الفلوجة

من النادر أن يرن الهاتف المهشم القابع تحت سريره رن....قبل أن تظهر الشمس ربما لن تطلع لهذا اليوم شمس .خرج من سماعة الهاتف صوت دافئ قفزت منه رائحة اليود وصوت هدير الموج باكوس المزدحمة وطرق بهلول بالملعقة على ظهر الصينية ، كركرات الشيشة وابتسامات أبو علي ماسح الاحذية سعال عم فوزي المتحشرج المتسور في كلتا ذراعيه سلاسل الصلبان الخرزية التى تصنعها زوجته العجوز يبيعها لكل رواد القهوة غير عابئ أمسلم أم مسيحي

انتهت المكالمة ومازالت عيناه زائغتين لا تلويان على شئ .

انتهت

نهلة فراج

28/8


الأربعاء، 25 أغسطس 2010


عبوة ناسفة

.,........................................

اقترب صوته من بعيد مرققا طبقاته ، خالطا كلماته ببعض الأبتسامات المجلجلة .إنها الجارة الجديدة ذات القميص الوردي العاري الصدر والظهر تقف على بابها كل يوم في ذات الموعد تندي وجهها المخطط بفعل الزمن برذاذ نفاقه وإستعراض رجولته الفارغة يدخل من الباب خالعا الوجه الذي كان للتو خفيفا مهللا

يأمر ..................يأمر ...................ينهي ................يتذمر ....يُكذب ......يكفهر غضبا

تبحث بين ثنايا جلده ولحمه وملابسه عن الوجه الأخر .تحنو عليه ببعض الدعوات .......ببعض الصمت أحيانا تقترب لتهمس في أذنه ..........مابك...؟؟يرن هاتفه ........بسرعة البرق يخلع وجهه ليرتدي وجها عطوفا حنونا مع الدعاء بالشفاء ووعدا بالوصول قبل الموعد

يرتد بسرعة البرق بعد إنهائه للمكالمة ., أمراً بتحضير الحمام وقميصه الأخضر وسترته البرتقالية

بقعة صغيرة على قميصه الأصفريتحول إلى عبوة ناسفة تنثر شظاها أينما وجه وجهه يقول وهو مشتعلاً: ......................طبعا ...لن استطيع طردك فأنا فى ملك أبيك!!!!!!!!!!!!!!!!!أسمعي .............

لاحقته لتوقف الاحتراق واضعة كفها على فوهته

قائلة :ياسيدي ...........ياتاج راسي .............ياعامود بيتى ................ياقاطف زهرة عمري ............يانور عينى ...............غووووووووووووووووور .

نهلة فراج

الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

في رحاب أمي


في رحاب أمي
..........................
...........................

في رحاب أمي

تُنكأ الجراح
أخلع معطف العمر
ويذرف القلب شكواه
في رحاب أمي
يحلو لي المقام بين ساقيها
يخلد رأسي فوق بطنها
أغمض عيني
أنام سنوات
أستريح من عناء أحمالي
تدغدغ شعري
تلفحني أنفاسها وهي تحكي حكاية كررتها مئات المرات
أعشقها كلما سردتها
كأنها لأول مرة تهاديني بها
في رحاب أمي
لا أمل التقوقع بوضعية الجنين
في رحاب أمي
رحابة الشاطئ بالشتاء
دفئ حضنها
دفئ السجود بالصلاه
في رحاب أمي
تطيل الدعاء
تبتهل لله بكل الصيغ
كي أبقى بين ساقيها
في رحاب أمي
رحابة السماء
..........................
..............................................
10/8/2010

انفصال ذاتي..................................................

انفصال ذاتي
..........................
.................
..........................
......................................








تلك البقعة المضيئة التى تقصدها دائما محاولة العبث فى قدرية اللحظة ، تنهمر منها الافكار غير جلية وعلى قدر محاولاتها المستميتة ....على قدر فشلها كل مرة

هاهي ترتدي ثيابها ، الجينز والقميص الابيض وتلك الحقيبة الحمراء المزينة بشال أزرق تزمها فى قبضتها المتوردة بدماء عبثية تقفز في أطرافها كلما أنتوت الخروج من هذه الشرنقة .
تبحث عن كومة المفاتيح ككل مرة ......تتحداها ذاكرتها متى أخر مرة رأتها ؟؟؟لم يفلح معها تعيين مكان لها
أخيرا وبعد جهد نثر عرقه على جبينها وألصق غرتها بحاجبيها وجدتها معلقة على باب البيت...

كلما مرت بسيارتها أمام جسم عاكس رأتها ........

هذا الوجه المصاحب لها أينما حلت لا تعرف طريقة للتخلص منه
وقفت في الاشارة لتنظر للخلف فلم تراها ، بل رأتها فى واجهة المحل المقابل لها ....
تجلس خلف المقود بوجه متجهم ممتلئ وشعر مبعثر يبدو عليها الشيب بشكل كبير
لم تك كذلك أخر مرة رأتها فيها .
أتجهت نحو الشارع الضيق الذي لا يكاد يتسع للمشاه كأنها تحاول اختبار مهارتها فى العبور واختلااق مسارات غير معبدة ولا مهيأة لها
ينظر إليها أحدهم والغيظ يختلط بحبات العرق ولمعة الشمس على وجهه المتعب فتلفظ بعبارات لم تفهم منها غير أنها غبية حمقاء لتدخل هذا الممر بالسيارة أرتبكت .......ولكنها لم تحاول التراجع وتجاهلت الاصوات من حولها حتى أفزعها صوت خبط على مقدمة السيارة
انتبهت له وهو يقوم من على كرسي صغير وبيده قطعة قماش ملطخة بالسواد مع يديه وملابسه الرثة الممزقة أغلبها ، النافر منها جسده الهزيل الأسود
ارتعبت وأرتعشت أطرافها خوفا من ان تكون أصابته .........
تبرق عينيه الحمراوين وهو متجها نحو نافذتها المفتوحة أمراً أياها ....أنزلي .......
تجمدت مكانها ولم تجد بداً من الفكاك من هذا الموقف غير الرضوخ له ......
نزلت ....ليركب هو وبكل ثقل قدميه أطلق السيارة نحو الخلف ليعود بها إلى الشارع العام الواسع فيصفها أمام محل الحلويات
سارت نحوه وهي لا تدري ماذا تفعل حتى وجدته متجها نحوها بعدما أغلق نوافذ السيارة وصفها بمحاذاة الرصيف
مد إليها يده بكومة المفاتيح قائلا...أتعلموا السواقة وبعدين راذوا الناس في أكل عيشها

أمتد بها الفزع ليقضي على خلايا ردود الأفعال لديها

وقفت أمام واجهة محل الحلويات بينها وبين سيارتها خطوة واحدة هى عرض الرصيف
زاغت عيناها لم تعد ترى شيئا محددا غير أزدحام شديد وأبواق السيارات تشوش على فزعها ويشعرها ببعض الطمأنينة أن أحدا لا يلحظها وهي على هذه الحالة
تستدير نحو واجهة المحل لتجدها أمامها ، دائما ترتدي نفس ثيابها حتى الحقيبة هي هي بنفس الالوان والشال الازرق ....
يعتريها بعض الغرور لأنها الأفضل دوما رشيقة وشعرها منسدل بعناية أما هي فممتلئة الجسد مهدلة النهدين حتى عيناها يحيط بهما هالات سوداء أنهما خاليتان من الحياه كأنها تبلغ من العمر مائة عام ،
قررت بكل عنادها هذه المرة سوف أسألها أقتربت أكثر من الزجاج فوجدتها هي الاخرى تقترب منها
تحدث نفسها ماهذه الوقاحة هي لا تخشانى وتسأل نفسها كيف لامرأة عجوز شمطاء ترتدي كما أرتدي ....لا يجوز لها أبدا أن تقلدنى وهى فى هذا السن
ثم ترفع صوتها محدثة أياها كيف لسيدة في مثل سنك تتبعنى وترتدي ما أرتديه .....
تلاحظ انها تحدثها فى نفس الوقت لكنها لا تسمع منها حرفا واحدا
يعلو صوتها وهي تلومها اعلم أني أنيقة وأنتقي ثيابي من أفخم الماركات لكن لا يجوز لمن يعجب بأحد أن يكون نسخة منه ويتبعه فى كل مكان
تلحظ بعد دقائق قليلة وقوف بعض المارة أحدهم يخبط كفيه ببعضهما قائلا لا حول ولاقوة الا بالله ويقول أخر الدنيا مليانة بلاوى اللهم احسن ختامنا
لتأتى من الخلف سيدة وقور ومعها طفلتها تقول لها ...مالك ياحاجة أنتى مستنية حد؟؟
ترد بذهول وهي غير مستوعبة مايحدث حولها .......لا
لتسألها مرة أخرى بيتك قريب من هنا ؟؟ممكن أوصلك ؟؟؟
فأشارت إلى سيارتها ، ترد السيدة الوقور دى عربيتك ؟؟أنتى هنا لوحدك؟؟
تحدث الابنة الصغيرة أمسكي بيد جدتك ........................
أصوات السيارات والناس أختلطت لديها بصوت بكاء ونحيب يصدر من داخلها .....
أخذ يعلو شيئا فشيئا حتى طغى على كل الأصوات من حولها .

أنتهت

9/8/2010

الأحد، 1 أغسطس 2010

رهان

رهان
..........................
.............................

رأته قادما من بعيد يحمل فوق كتفه حقيبة سوداء يرتدي نظارة تغطي جزءا صغيرا من وجهه الصبوح وباختراق نظره لم يكن لها وجود فنظرته كانت كالسهام تصيب من تصوب إليه مقلتيه

عبر من أمامها ولم يعيرها أي أنتباه كأنها لم تكن موجودة ، شعرت بحرارة شديدة تسري في رأسها ووجهها لتصيب جسدها بالكامل فهي الأنثى التى ..........................
........
أعتدلت وأغمضت عينيها برهة ..................
هي الأن تشحذ طاقتها لرد أعتبارها فما حدث لها الأن إهانة لانوثتها وتاريخها القديم .
عادت بظهرها إلى الخلف ..........رفعت ساق على الأخرى ، أخذت تداعب خصلات شعرها بأصابعها ، نظراتها هائمة لم تنظر لشئ بعينه..................
ووسط هذا الضباب من التفكير حتى أنجلى أمامها ........
سحب مقعدا كان بجوارها ليضعه على بعد رمشة جفن ، فتح حقيبته وأخرج حاسوبه الشخصي
عطره النافذ لم يتح لها فرصة الأبداع فى التخطيط ......
أصابها بدوار أزداد مع نفثه لدخان تبغه ليختلط عطره ودخانه وذمة شفتيه ونظراته المختلسة
يتحولوا جميعا إلى بارود حي يعلن .......................ممن
وع الأقتراب
أشتعل الشغف وأوقدت نار الرغبة فى المتمنع .............وجبل الجليد أمامها صلدا
لم يعد للمسافات قدر يقاس......................
................................................
همست إليه بكلمة أو ربما كلمتين ..........................
.........
فتح فاه مبتسماً إبتسام المنتصر !!!!!!!!!!!!!!!!!
لينظر تجاه الباب ويرفع يده بعلامة النصر لمجموعة من الرجال المتلصصون خلفه .......
لقد فاز بالرهان أخذاً بثأرهم جميعا .
..........................
..........................................................................
1/8/2010