الاثنين، 23 يناير 2012

صراع الأرزاق .......................


صراع الأرزاق
...................................................

تخرج من غرفتها كل شقشقة فجر متلحفة بإزار منحته أياها إحدى مخدوميها ,
كتلة دخان تخرج متقطعة من فمها المحولق بدائرة بيضاء تعلن عن جوع واشتهاء أرتواء , تحضن جسدها النحيل بكلتا يديها المشققتين الممنوحتان خطوط الجروح الصغيرة والكبيرة كلوحة سريالية شوهها العراء .

تتجه نحو الترام تجر قدميها بحكة فى أسفلت الشارع لتعلن لجيران الحي أن رحلة الرزق والشقاء اليومي قد بدأت .
تترك خلفها في غرفة تتآكلها الرطوبة طفلين أحدهما أغدقت عليه الدنيا من همومها حتى أستحال رجلاً وهو مازال أبن العاشرة يحتضن اخيه الصغير ابن العامين بين ذراعيه وتتنافس انفاسهما لتدفئ برد الغرفة التي أستحالت على الشمس الوصول إليها.

تتصارع اقدامها لتلحق الترام قبل رحيله , تلقي بجسدها المنهك على أول مقعد تجده امامها ,تغمض عينيها وتستسلم لمرجحة الترام وقد عشقت هذه الهدهدة كل صباح ليتيح لها ترتيب زبائنها لهذا النهار .

يسحب الطفل جسده الصغير من حضن أخيه الرضيع تاركاً له بين يديه رضاعة بها بعض ماء يسكته بها طيلة الليل الطويل , يلملم عدة العمل .... بعض خروق بالية وجردل كبير على يديه الصغيرتين , يغطي اخيه النائم بنصيبه من الغطاء , يخرج مهرولاً إلى موقف الحافلات ليلحق دوره فى تنظيفها قبل أن ياتي أحدهم ليأخذ نصيبه من البلل  .

بعدما ينتهي من غسيل نصيبه من السيارات والحافلات يركض نحو عربة الفول ليلقى فى بطنه الخاوي بعض لقيمات يقمن صلبه تاركاً لأخيه بعضها .........متسللاً نحو غرفته ليطعمه أياها معللاً غيابه بكثير من الحكايا ...........أمنا الغولة والوحش الضاري ..

يمر اليوم وتغيب الشمس وتهدأ الطرقات من المارة وهما مازالا بانتظار الأم لتأتي ببعض طعام جادت به إحداهن عليهم.

23/يناير/2012 

هناك تعليقان (2):

  1. فعلا صراع الارزاق وبالذات عندنا في مصر (صراع في المواصلات علشان نروح الشغل وصراع في الشارع علشان نعرف نمشي واخر بهدلة) , بس الواد صعبان عليا اوي
    ربنا يعنا علي اللي احنا فيه
    تحياتي

    ردحذف
  2. يوجد منه الكثير أ /محمد ونحن من نجد قوت يومنا سيحاسبنا الله على هذه الاسرة والكثير جدا من الاسر التى تعيش الكفاف ونحن نبحث عن احدث الموبايلات
    الله المستعان يرحمنا جميعا برحمته
    يسعدنى صديقى متابعتك ويشرفنى دايما تواجدك

    ردحذف