الأحد، 19 مايو 2013

بعد الأربعين


للموت بهجة المحتفي ببيت جديد 
يطل على البحر تارة 
وعلى الممر المعتم تارة 
فى يدي قطعة من الكيك صنعته امي 
اصطحب دوما معي شئ من صنع امي 
انفاسها تغريني بالعودة
بينما صديقي على الجانب الاخر يبكي
ليس الفراق عادة مؤلم
فراق العدل وفراق الرصيف المقابل لمدرستي
شتان بين الملح والسكر فى فمي
أعود لطالما كان لمشاهد فيلم صراع فى الوادي
يخرجني من صمت الرومانسية
فساتين البطلة حلم راودني لم اتمكن ابدا من تحقيقه
والباب طرقته طويلا وعندما احمرت يدي مشيت
نحو الرصيف المقابل لمدرستي
هناك صديقي يبكي .... ينتظر ....
المقابر لها رائحة الزنبق .
سألني كيف للعظام أن تنخر ومازالت الدموع تبلل وجهي
أجبت الزنبق وملح الدموع ... الحياه بين بين
الحياه إلا قليلا ... مرض يجتاح البشر بعد الأربعين
يتبادر إلى ذهني رحيل أبي المتوقع
كيف تفاجأت بموته رغم تشبثه بمشاريع طويلة الأجل
لم يمت اعلم انه بجواري الأن
يستهزأ بما آل إليه حالي
انت حرة ... مادام بين اصابعك قلم رصاص مبري
تعالى ياأبي انكسر السن وفقدت البراية
وأمي ورائحة الزنبق تنادي عايزة أروح
الممر المعتم مازال معتم رغم أعمدة الإنارة
يصر المارون أن يلقوا حجارتهم على المصباح المحروق
لصوت الكسر نشوة
وبعض الحالمين يجلسون تحت العامود
يدخنون اعقاب السجائر التي خلفها الميسرون
عد ياأبي أنكسر السن وفقدت البراية

نهلة فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق