الثلاثاء، 26 يناير 2010

الحقيقة السامية
...............................




على الأرض السمراء نقفز
يعم الخضار الوادى
رائحة زهر الرمان تملئ أنوفنا
بقلوب غضة
نستشعر الحلم الجميل
من رحم الربيع
أتتنا نسمات محملة بعطر الليمون
من دون اجنحة أجدنا الطيران
نتلمس قوس قزح
بعدما أصابتنا زخات المطر الخفيف
طهر أرواحنا
مع انتعاشة هواء ممتلئ بألوان الجمال
ركضنا وتسابقنا
لحضن الجدة الدافئ
تتوسد فراشها المعبأ بأحلى ذكريات العمر
ألقى برأسى الصغير كطائر الفينيق العائد من الرماد
تملئ أذاننا بحكايا أبيها الفارس الهمام
وجمالها الآخاذ
وخطابها من كل البلدان
نسأل وتجيب نسأل وتجيب
عيناها تلمعان كنسر يحلق فى ليلة قمرية
تنثر عبيرها بسخاء
تتخلل أصابعها خصلات شعرى
أهيم بهدوء وانام وفى رأسى فتحت طاقة أطل منها على أنقاض عالمها
غدا يوم جديد
تغطيه شمس ألقت بأبنائها تحت ظلال الأشجار
حفيفها وخرير الشلال
يوقظ كل أسرار الكتب
تختبئ فينا علوم لا ندركها
نتأمل الكون وفينا لا نعبأ
نخترق جزء من عالم جدتى
تسحبنا الى شمسها وظلالها
لو وهن أحدنا
أوسدت رأسه على بطنها
وأخذت تتمتم بكلمات لا نفهم معظمها
تقرأ المعوذات
تنقر بأصابعها على مواضع الألم
تقص عروس من الورق
تثقبها بأبرة بعدد من ثقلت نفوسهم عليها
من عين جارنا فلان وزوجته علانة
ومن عين بائع التوت
ومن عين فاتنة الحى........عيناها مستديرة
تحرق العروس
وبرمادها تخضب الوجه الصغير
ليراها الحاسد فيشهق
فتزول عين الحسود
هكذا جدتى الحنون
كوب الحلبة الساخن تحيطه بيديها
توصينا به لكل العلل
تنام وهى جالسة
تسقط راسها على صدرها المنتفض بأنفاس متلاحقة
على هذا الصدر كم رأيت والدى
يسكب أحزانه
خلف أبواب مغلقة .........نتساءل
لما لا يهدأ صدر جدتى؟؟
لما لا ينفع معها كوب الحلبة الساخن ؟؟؟
تودعنا جدتى بهدوئها وعظمتها
من صميم الروح ودعت أغلى دفْ وأعطر وسادة
فى معبد الحقيقة السامية
كلنا لانملك غير الأستسلام
يسيل الدمع حار
يستدر عطف الذكريات
هنا لاتموت الحقيقة
أمدتنا بعبق زمن لم نحياه
وشمت على أرواحنا جدعنة وطيبة وكرم
رحلت وأبقت فينا روحها
لكن الزمن ليس كالزمن
رحلت جدتى ومعها الزمن الجميل
وتمر الازمان
وتفنى الأبدان
ولا يبقى غير الحقيقة السامية............
..............الموت...........2/




15/12/2009


بقلم /نهلة فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق