الثلاثاء، 26 يناير 2010


تجلس فى شرفتها وبين يديهافنجان من القهوة ترتشف منه بين الحين والاخر وهى ناظرة الى أبعد حدود مابقى لها من مساحة بعد تكدس المبانى الشاهقة حولهاتحاول الخروج من نفسها ولو قليلا
الأنسلاخ من الذات ما هو الا حديث مفترى
تجاهد نفسها محاولة ألا تفكر فى الغد ؛ نظرت الى أحواض الزرع بجوارها فوجدتها يابسة فقامت على الفور وأسقته ثم تجلس على مقعدهاوتمسك رأسها بيديهاضاغطة عليهاعلها توقفها
تتجول فى أنحاء منزلها متأملة جدرانه والصمت يلف المكان الى متى يمكن لها أن تتحمل هذه الوحدة التى فرضتها على نفسها ؛فهى جميلة تعدت الرابعة والثلاثين ولم تتزوج بعد تقدم لها
العديد من الشباب وتدريجيا لم يعد من يطرق بابها فقط ذهبت نضارتها بلا رجعة
هكذا قال لها أخوتها سيأتى يوما تندمين فيه حيث لا ينفع الندم
وهى قابعة تنتظر من تركها منذ سبع سنوات ليكمل دراسته فى أوروبا وحتى الان لم يعد ولم يأت منه خبر يطمأنها أنه مازال على العهد وفى رأسها تدور ألف وألف فكرة
ماذا لو قابل زميلة وتحابا وتزوجا ؟
ماذا لو ضعف أمام جمال الشقراوات ؟
ماذا لو أحتوته احدى الفتيات الصغيرات؟
وحتى لو عاد بعد كل هذه السنين خاليا.........لن يجدنى كما كنت فقد أهديته شبابى وأجمل سنون عمرى دون أن يعلم ...سقطت أوراقى وذبلت وهو غائب
قامت الى مرآتها متثاقلة تتحسس وجهها ويديها ترتجفان كانت أمها رحمها الله هى من تغازلها وتتغنى بملامحها وتقول لها أنتى الوحيدة من بين أخواتك التى ورثت جمالى ودقة ملامحى فكانت تعطيها الثقة فى نفسها أما الان فقد أرهقتها الوحدة وأعيتها الذكريات وبدأت التجاعيد تزحف الى وجهها وهى تصبر نفسها بأنه عائد وستحيا معه بقية العمر ويعوضها سنين الأنتظار
وأثناء حديثها مع نفسها يرن جرس الباب وتدخل أختها الصغرى المتزوجة منذ أعوام تأتى بين الحين والاخر لتطمئن على أختها
تجلس بالقرب منها وتسألها عن أحوالها وعلى لسانها حديثا مترددا فتلاحظ ما بأختها من حيرة
فتسألها ماذا تحملين من أخبار سيئة ؟؟؟؟
فتتوتر أختها وتلقى ماعندها مسرعة رأيت بالأمس صديقا لزوجى أتى منذ أيام لمصر ومعه زوجته وولديه أتدرين من هذا الرجل ؟؟؟؟؟؟
فردت وهى ناكرة لما ذهب اليه خيالها وبما مهدت أختها من توتر وتردد
هو حسام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأومأت أختها برأسها فخارت قواها ودارت الدنيا بها وغاصت قدميها فى الأرض أرتجفت أطرافها ولم تستطع الصمود واقفة فأرتمت على أريكتها
ضاع الحلم ضاع العمر
أسودت الدنيا فى عينيها شحب وجهها فأدركت أختها هول ما بها فاستدركت قائلة أتدرين منذ متى تزوج منذ ست سنوات انه انسان لا يستحق أن تحزنى عليه هو من خسر ستتزوجين الأحسن وظلت تتحدث وتتحدث دون توقف وهى لا تستمع الا الى نفسها قائلة هو لى ولن يكون لغيرى

لولا الكبرياء ..لصرخت باسمه

لولا الكبرياء..لجثوت عند بابه
لولا الكبرياء ..لذكرته بوعوده

لولا الكبرياء..لأقررت بغدره
وشفيت منه ومحوت ذكراه
وأدركت غبائى فبكيت حتى أغتسلت من أتراحه

الان بدأت ......الان



بقلم نهلة فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق