الثلاثاء، 26 يناير 2010

توابع أرهاصاتى
.........................





تترك السنون اثراً فى الروح قبل الجسد؛ ما أدركت أثرها حتى عشيةذكرى ميلادى.
تخطيت الأربعون وفى عالم النساء يمحونه، ليس من باب الكذب ولكن هربا من مارد المرآه،
الذى يطل برأسه من خلف جفون تجعدت وعيون أذبلتها القراءة على ضوء مصباح صغير بجوار فراشى.
يعتاد المرء على نفسه فى احلى أوقاتها واِذا نظر لنفسه فى المرآه ورأى مالا يبهجه
يتحجج لنفسه بالأرهاق أو الحمية أو قلة النوم ، ولا يعترف أبدا أن الشباب أنزوى وتفلت منه
وبدأت الأيام بترك أثرها حتى عندما يرى صوره الحديثة يتأملها وكأنها صور لأخر
ومع الايام تتبدل النظرة الى الاشياء ، نبدأ فى تغيير تقييمنا لكل ماهو محيط بنا ،
ترتفع قيمة اللحظات الجميلة مع الأحباب ، تدرك أهمية اليوم الذى ننجز فيه عملا لطالما تعبنا فيه،
نقدر أهمية النفوس المحيطة بنا،أحياناً نفتح بابا للشيطان ونقول لو أو ياليت ونعود فنسترد واقعنا ونحيا معه بكل تجاعيد وجوهنا وبكل ماأثقلته الأيام فى أرواحنا .

نعشق الذكريات ونظل نتحاكى بها مراراً وتكراراً، نوقف العمر وكأنه بأيدينا عند لحظات أنتصاراتنا وفرحنا ولهونا .
نتغير من داخلنا مع مرور الزمن عندما نتذكر يوما من أيام الشباب
وتجمع الأصدقاء ، نذكر كيف كنا نضحك من قلوبنا وتدمع عيوننا ولا نذكر علام كل هذا الضحك .
الآن نستجدى هذه اللحظات من الأيام ولا نجدها الا فى صندوق الذكريات ،
بين حنايا تجاعيد اليدان ،
نبتسم فنجد الوجه وقد تجمعت فيه كل يوم مر عليه بخط
فتمتلئ الوجنتان خطوطا تنثر عبير العمر
وتزداد معها الحكايا والقصص وبشئ من الخجل والتباهى نروى لأبنائنا
سيرة الحب العذرى والساعات الطوال فى الشرفة المطلة على بحر لا تهدا أمواجه
وفنون ننغمس فيها حتى النخاع ثم نتركها لأخرى
ننظر من حولنا نتأمل الكبار بعين الشفقة ، الأن ينظر لنا بهاك النظرة
تعتلى الهموم جباهاً لم تعرف غير خيوط الشمس العذرية
نسلك كل مسلك سلكه أبوينا ، النصح والأرشاد
ونجد أنفسنا ننطق بما كان يوماً أثقل على أنفسنا من رفع الجبال
هكذا تدور الدوائر
وطفل الأمس كهل اليوم عجوز الغد وذكرى بعد غد

.......................................................




24/11/2009


بقلم/ نهلة فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق