الثلاثاء، 26 يناير 2010

أرواح الجماد

يستيقظ ويوقظ معه حفنة من الشياطين
مقتضب الجبين
رافعا حاجبا دون الآخر
نافخا أنفه
يلوى شفتيه
ناظرا شذرا الى أنحاء غرفته المبعثرة
كتب وأوراق وأقلام ...أحذية ملابس

يستعدون لاعلان الحرب عليه
كوب هنا وطبق هناك
وسادة على الأرض تنظر اليه كاظمة غيظها
مرآة لا يرى منها غير غيمة سوداء تعكس فوضاويته
تعلو الأتربة كل شئ حتى عيناه المعمصتين
كل مابالغرفة يتهامس
ساعة الصفر أقتربت
يتوعدون لهذا الكائن العابس
تشكو الوسادة من رائحة فمه العفنة
تشكو الأقلام من قلة بريها
يعلو صوت الورق
لم يكتب فكرة ولا كلمة لها قيمة
يهمهم الكوب للطبق
منذ أسبوع وتفل الشاى يغور داخلى
يجلس على حافة الفراش منتظرا ما سيحدث
صوت الهمهمات يثقب أذنيه
تجاعيد وجهه الغائرة تزداد من عبوسه
يحاول التسلل خارج الغرفة
يتعثر فى الوسادة فيشعر بكم الغيظ داخلها
تتسمر قدماه
تبرق عينيه ناظرة حوله تترقب الآتى
يشعر بشلل ينساب فى جسده
حتى التفكير طاله الشلل
لم يستطع التحرك ولسان حاله .....ماذا بعد..؟؟؟؟؟؟
فجأة يدوى فى الغرفة صوت المنبه الخرب
لم أضبطه منذ زمن
أيكون هذا الدوى صوت أعلان الحرب
قفزت فكرة جهنمية الى رأسه المشلول
فى جيبه علبة ثقاب
ببطء وحرص أخرج العلبة
أشعل الثقاب
قذف به نحو فراشه الثائر
أشتعل الفراش
يسرع نحو الباب
الباب موصد
يعلو زئير الشياطين
كل جامد بالغرفة دبت به الروح
قفزن الى رقبته
أحترق معنا
فها قد بدأت الحرب
وهنا تنتهى

2/11/2009



بقلم / نهلة فراج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق